24-02-2010, 01:13 AM
|
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
|
|
ناصر صالح البحوه - الأنباء
السبت 9 يناير 2010 - الأنباء
جدي ووالدي كانا من كبار البنائين ولهما دور مشهود في تشييد البيوت والمؤسسات الحكومية
تم تعييني ناظراً لمدرسة الفروانية المتوسطة من دون «مقابلة» بعد نجاحي في إدارتها بالتكليف
براحة المطبة كانت مكاناً لتجمع الشباب والأطفال أيام العيد ليلعبوا الدوارف والقليلية وأم الحصن
تميزت في عملي ناظراً لبعض المدارس فتم تعييني رئيساً لـ «الامتحانات» في الفروانية
كنت أرى عدداً من الأجانب يتجولون في منطقة المطبة ويصورون دكاكينها
ناصر البحوه
بدأ التعليم النظامي في الكويت منذ عام 1912 وأقيمت ثاني مدرسة عام 1921، وتطور التعليم حتى اصبح كما هو عليه الآن من تقدم وازدهار في التعليم الحكومي، والدولة تعطي التعليم والطالب كل العناية، لذا فقد حرصت على الاستفادة من المدرسين العرب واستقدمت المميزين منهم واهتمت بهم للارتقاء بمخرجات العملية التعليمية. ضيفنا لهذا الاسبوع المربي الفاضل ناصر صالح البحوه الذي يحدثنا عن التعليم، منذ ان كان طالبا وحتى عمله مدرسا، ولاشك ان الحديث عن التعليم والدراسة ذو شجون، فشؤون التعليم في الكويت مرت بعدة مراحل صعبة حتى وصل التعليم الى ما عليه من تطور. بدأ ضيفنا تعليمه في مدرسة النجاح القديمة التي انشئت في منطقة المطبة بالشرق، ومن ثم انتقل الى المدرسة الشرقية على ساحل البحر ومن بعد ذلك الى «المتنبي» التي كانت بمثابة الجامعة الصغيرة التي تفتح ذهنه فيها، ومارس نشاطه الرياضي والثقافي، وهو يحدثنا عن مجلة الحائط الاسبوعية ومجلة الحائط اليومية مع زملائه. والنشاط الرياضي الذي اولته المعارف (وزارة التربية) كل الاهتمام، وخاصة الفريق الخاص والانشطة الرياضية والمهرجانات الرياضية التي كانت تقام على الملعب القبلي او ملعب المعارف، كما يتذكر مدرسة المتنبي التي صقلت مواهبه، ويحدثنا عن منطقة المطبة تلك المنطقة السكنية التي عاش فيها صغيرا، وعن مدرسة النجاح وملعب المقبرة، وسوق المطبة ودكاكينها، كانت المنطقة السكنية الوحيدة التي كان فيها سوق بالاضافة لاسواق المدينة. ويذكر لنا اصدقاءه في المطبة وفي المدارس التي تعلم فيها، مدرس وناظر تنقل من مدرسة الى اخرى واول مدرسة عيّن فيها كانت مدرسة الزور، وهو لا ينسى حوادث الامطار الغزيرة. ويحدثنا عن الطلبة في الزور والفروانية وجليب الشيوخ وطلاب النجاح، فإلى تفاصيل رحلة من العمل التربوي الذي يجمع بين المشقة والمتعة في الوقت ذاته:
يقول المربي ناصر صالح ناصر البحوه ولدت في منطقة الشرق بفريج المطبة وتنقسم الى قسمين وعرفت بهذا الاسم لانها كانت تضم مكانا مرتفعا والاطفال عندما كانوا يلعبون بالبراحة كانوا يصعدون على ذلك المرتفع وينزلون نقول يطبون فعرفت المنطقة باسم المطبة نسبة لذلك.
لكن عندما ظهر جيلنا لم نجد ذلك المرتفع، بعد ان سوي بالارض.
منطقة المطبة السكنية كان فيها مجموعة من الدكاكين وهي المنطقة الاولى التي كان بها سوق، ومن اصحاب هذه الدكاكين مبارك الهدهود وابوحمد، واذكر ان الهدهود كان يؤجر اللوكساس على المعاريس بالاضافة لما يبيع من مواد غذائية ودكانه خلف مسجد المطبة الشهير وجميع المصلين يقيمون الصلاة فيه وخاصة ايام رمضان والدوب كان يؤدي وداع رمضان في ذلك المسجد، كما كان في المطبة شاوي الغنم ويعرف ذلك الرجل بأبي رجا وهو الذي يجمع الاغنام من البيوت ويرعى بها خارج البيوت.
وكنت آخذ أغنام الأهل وأوصلها الى الشاوي، وبعد العودة من الرعي اذهب لتسلمها وكانت البنات تغني: جاء شاوينا شاوي المطبة، صيح على امه يبي له ارطبه.
أذكر دكان هاشم بائع الدهن العداني ودكان صالح بائع الحلوى وله بابان والخباز محمد الكندري، مما أذكر انني شاهدت بعض الانجليز يتجولون في المطبة ويصورون الدكاكين.
كانت المطبة لها شأن كبير في الكويت القديمة وحاليا لدينا دوار كبير يعرف بدوار المطبة.
بيت عائلتي بوسط هذا الدوار، بيت الوالد وعمامي، أما بيت جدي عبدالله البحوه فكان بعيدا عنا وهو جدي لأمي وكان دكانه تقريبا قرب مسجد عبدالإله.وجدي عبدالله كان من البنائين الكبار في وقته وهو والد الخال خليفة البحوه الذي اشتهر بالبناء وله مساهمات جليلة وكبيرة في بناء بيوت الكويتيين والمؤسسات الحكومية مثل مستشفى الأميري، كان يستعان به في تقسيم البيوت بين الاخوة والعائلات لخبرته في عمل البناء وكانت له علاقة طيبة مع المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح وكان دائما جدي يزوره.ايضا كان عندنا في المطبة المجني الذي يعمل على تصليح أواني الصيني اطباق صحون غواري، وكانت البراحة في المطبة مكانا لتجمع الشباب والاطفال ايام العيد ويلعبون فيها الدوارف والقليلية وام الحصن، والاطفال يأتون من كل الجهات في ذلك اليوم، وكنا نفتخر في منطقة المطبة بذلك.
وكانت العلاقات قوية بين الجيران، حيث كان الجميع يعيشون كأسرة واحدة.
ديوان البحوه
ويمضي ناصر البحوه في ذكرياته قائلا: عائلة البحوه عندهم ديوانان كبيران، احدهما لاخوالي وجدي لأمي والآخر ديوان الوالد وجدي ـ الديوانان مفتوحان للرواد، خاصة من يريد الاتفاق مع الوالد لبناء بيته لأن الوالد كان من البنائين والمقاولين القدامى مع والده وهو احد المشهورين في البناء.
كان الوالد يجلس في الديوانية ويستقبل الضيوف ايضا صباح كل يوم بعد صلاة الفجر العمال كانوا ينتظرونه فيخرج من البيت ويختار من يريد منهم حسب عمل كل واحد والذي لا يتم اختياره يقول له غدا إن شاء الله نختارك.
فالديوان كان مكان التجمع واستقبال البنائين، ووالدي تعلم من والده ان يساعد من يريد ان يرمم منزله بعد سقوط الأمطار التي كانت تؤثر في جدران البيوت لأنها كانت مبنية من الطين قديما، كذلك جدي لأمي واخوالي كانوا بنفس الطريقة والكيفية يستقبلون البنائين في ديوانهم.
والاستاذ خليفة البحوه من البنائين المشهورين الذين كانوا مع الوالد لا يعارضون العمل بمساعدة الجيران ويبدأون العمل مجانا.وعائلة البحوه من العائلات الكويتية التي اشتهرت بالعمل في البناء ومعروف عنهم ذلك وقد حصلوا على شهرة كبيرة بحسن معاملتهم مع المواطنين.
وأذكر ان الوالد بنى بيتا كمقاول بعدما تطورت الكويت كما انه بنى بيت الأمير الراحل الشيخ صباح السالم وأخبرني الوالد بأن المرحوم الشيخ صباح السالم كان يقدم كل يوم ذبيحة للعاملين في بناء بيته مع الوالد، وقال له يوما من الأيام يا ابن بحوه لو تعمل معنا أحسن لك من البناء.
فقال له الوالد لقد تعلمت العمل ولا أستطيع أن أترك البناء، واستمر الوالد حتى النهضة الحديثة وفي النهاية قال: لو كنت عملت بما عرضه علي الشيخ صباح السالم لكان أحسن وأفضل لأن عمل البناء حاليا انتهى.
وما فعله الوالد وعائلة البحوه واضح أمام الجميع، ومما يذكر انه كان اذا اخذ مقاولات بناء بيت وخسر لم يكن يترك العمل، بل كان يكمل البناء على نفقته الخاصة ولا يهرب مثل المقاولين الآخرين إذا ذكر البناءون والبناء القديم ذكروا آل بحوه من ضمن البنائين وخاصة الوالد وخالي خليفة البحوه ومحمد سلمان البحوه الذين أخذوا البناء أبا عن جد، وقد اشتهروا ببناء المساجد وفي إحدى السنوات سقط سور مسجد المطبة فالوالد شارك برفعه وإعادته في مكانه.
مرحلة النهضة الحديثة
ويسترسل ناصر البحوه في ذكرياته قائلا: بعدما انتهى البناء في الكويت مع النهضة الحديثة الوالد ذهب الى وزارة التربية وقابل المرحوم خالد المسعود الفهيد وزير التربية الأسبق، فاستقبله الفهيد قائلا: آمر يا ابن بحوه فقال والدي: أريد عملا في الوزارة فاستدعى الوزير سكرتيره وقال جهزوا اوراق التعيين لصالح البحوه وعينوه مراقب بناء، هذا الرجل من الذين بنوا الكويت فلا يمكن ان يتحرك وتسلم الوالد عمله مراقبا على عمال البناء في وزارة التربية.
ولم يتركه ينتظر بالدور مع المتقدمين للعمل، واستمر والدي في عمله فترة طويلة حتى التقاعد، وتوفي عام 1973.
اذكر المطبة وسكانها وأهلها وبيوتها المبنية من الطين والسكك وبيوت سلطان السلطان وبيت الفزيع وبيت محمد ملا حسين وأولاده منهم د.جاسم وسلمان وعبدالله ومحمد نايف المزعل، وجاسم الكندري، وبيت الشرهان وأذكر دكان بوعصفور في البراحة.
أذكر ان البنت ممنوع عليها الخروج من البيت وتبقى في البيت عند والدتها وأذكر ان الوالد أخرج إخواتي من المدرسة وقال لهن كفاية هذا المستوى الذي وصلتن إليه من التعليم، وكانت العادات عند بعض العائلات لا تسمح للبنت بالخروج من البيت الى المدرسة حتى انها كانت تمنع من الذهاب الى بيت الجيران الملاصق.
النشاط الرياضي
ويقول ناصر البحوه: بدأت لعب كرة القدم مع ابناء الفريج وكونا فريقا من ابناء المطبة واسمه فريق التآلف، وكان رئيس الفريق عبدالحميد الهندي وشقيقه عبدالمجيد الهندي، وأذكر في احد الايام اشترينا فانيلات بيضاء ولوناها بصبغ تم شراؤه من السوق.
ومعنا ابناء العصفور وأبناء ابوربيع وأولاد الناهض وأذكر دكان احمد العصفور في البراحة، كما أذكر ناصر الشرهان وعبداللطيف وسالم الفهد، الذي كسرت يده أثناء اللعب وعولج ولكن الاصابة شوهت يده.
وبعد دخولي المدرسة انضممت الى فريق كرة القدم وباشرت اللعب والتحقت بفريق المدرسة مع مجموعة من الطلبة تغير الوضع بالنسبة للمرحلة المتوسطة وشاهدت الطلبة الكبار ومتوسطي العمر.
الرياضة البدنية أكثر انتشارا مع التزام الطلبة ومشاركتهم بالفرق الرياضية.
شعرت بالرغبة في الانضمام للفرق الرياضية فالتحقت بفرق السلة والطائرة والقدم، وأكثر ما استهوتني لعبة السلة.
وأذكر العسعوسي من اللاعبين وبوفهد بوقماز من الشباب النشيط وعبدالرزاق النصف.
وقد شاركت في المباريات المدرسية وكان الجمهور غفيرا بحضوره، خاصة المباريات المدرسية وكان يتم نقل الطلبة بالباصات وأذكر ان مدرسة المتنبي كانت تضم ملاعب كبيرة ومتخصصة وعلى نفس المستوى الحالي، وكنا نمارس لعبة كرة الطاولة (البنغ بونغ)، بعد العودة من المباريات نلعب في السكة حتى المساء وأذكر الاستاذ عزت والاستاذ بهجت اللذين نقلا من المدرسة الشرقية الى المتنبي ولم يكن يوجد مدرسون كويتيون للرياضة، أيضا شاركت في حصة النشاط.
ذكريات الدراسة
ويتحدث ناصر البحوه عن مرحلة الدراسة والتعليم قائلا: أول مدرسة التحقت بها كطالب مدرسة النجاح الموجودة في منطقة المطبة والناظر المرحوم عبدالله حسين الرومي وبعد ذلك انتقلت الى المدرسة الشرقية القديمة في الصف الثاني الابتدائي وأذكر من المدرسين في النجاح المرحوم خليفة القطان مدرس الرسم وعبدالعزيز الرشيد ومنير الدقاق مدرس التربية البدنية، والأستاذ طه مدرس التربية البدنية، والأخيران كانا من الاخوة الفلسطينيين، وكانا شديدين ولكن استفدنا منهما كثيرا، واذكر المقبرة في المطبة تحولت الى ملعب تابع للمدرسة وسبب انتقالي من النجاح الى المدرسة الشرقية هو متابعة الزملاء وابناء الفريج، وكان العقاب شديدا على بعض الطلبة، ولكن لا اذكر ان مدرسا ضربني وهذا يعود لتربيتي في البيت.
عندما انتقلت الى المدرسة الشرقية الوالد لم يعارض نقلي فكان يريدني ان أتعلم، وكان ناظر الشرقية الأستاذ أحمد السقاف واذكر من الطلبة في الشرقية أبناء العسعوسي والنصف والمضف ومجموعة من الطلبة كانوا من منطقة دسمان اذكر مرزوق ودسمان وكذلك ثويني وفهد وجاسم النصف وعبدالرزاق.وبكل فخر كنا أسرة واحدة بيننا المحبة والتآلف والتآخي ولا توجد عندنا ميول عدوانية، كنت من الطلبة الممتازين أجهز واجبي وأكتبه في البيت، شاركت ايضا في كتابة مجلة الحائط في المرحلة المتوسطة واذكر المدرس المشرف من العرب وكنا نبوب المجلة وبعد الظهر كنت اشارك الطلبة في تجهيز المجلة وأول عدد كان اسمه «الشرقية» وأحد المدرسين قال: أريد مجلة يومية أتسلمها صباح كل يوم، وبعد الانتهاء من كتابة الواجبات كنت اشتغل بالمجلة اليومية وكنت مسرورا ومجتهدا في العمل والكتابة وكانت المدرسة تهيئ لنا جميع المواد والمستلزمات لكتابة المجلة الأسبوعية أو اليومية.
كذلك شاركت في الفريق الخاص والمدرس بهجت كان هو المسؤول عن الفريق ومدرس آخر اسمه عزت، كان هذان المدرسان شديدين على الطلبة ووجودهما في الطابور يضبط المدرسة ولا يستطيع أي طالب ان يتحرك، كان الفريق الخاص بالمدارس له شأن كبير خاصة آخر العام الدراسي، حيث تتجمع المدارس على ملعب المعارف، الملعب القبلي أو كما يحلو للبعض ان يسميه ملعب شبان الوطن، ذلك اليوم كان عيدا رياضيا كبيرا عند الكويتيين الحضور من جميع الأعمار، رجالا ونساء وأطفال الفريق الخاص بالملابس الرياضية البيضاء يؤدون التمارين السويدي.وكان الطالب في ذلك الوقت مطيعا جدا للمدرس ولوالديه، حيث كان يتميز بالخلق الطيب، وأكملت دراستي في المدرسة الشرقية ثم نقلت للمرحلة المتوسطة.
ويضيف ناصر البحوه ان مدرسة المتنبي المتوسطة بعيدة نوعا ما عن منطقة سكننا من المطبة الى دسمان مسافة طويلة نقل جميع الطلبة الناجحين من الشرقية الى مدرسة المتنبي واعتقد ان الناظر المعين لها عبدالله حسين الرومي منقولا من الشرقية، كانت مدرسة المتنبي متكاملة من جميع النواحي التربوية، مبانيها وفصولها وساحاتها كانت تبدو كأنها جامعة في ذلك الزمن. مبان قوية وساحات مزروعة وملاعب واسعة ونحن الطلبة نلعب ونركض ونتجول فيها خلال الفرصة.وكان طلبة المدرسة من جميع منطقة دسمان وكنت أذهب مع أبناء فريج المطبة اليها بالدراجة الهوائية، ذهابا وإيابا واذكر ان ادارة المدرسة عملت مواقف للدراجات صنعت من الحديد، وكنا مجموعة من الطلبة نستخدم الدراجة.ومدرسة المتنبي كانت تضم مجموعة كبيرة من الطلبة من جميع المناطق المحيطة بها وأذكر الاستاذ عبدالمجيد محمد مدرس اللغة الانجليزية كما اذكر الزملاء حمد النجدي وحسين النجدي وكنا زملاء بإخلاص وصدق وغالبية الطلبة كانوا صادقين مع بعضهم البعض في التعامل، مثلما الاسر الكويتية خرج الابناء حسب تربيتهم وعلمهم ومعرفتهم، ومواظبين على الدوام كذلك كان كل اب يحرص على ان ابنه متعلم مع العلم فربما كان اولياء الامور غير مثقفين ولكنهم حرصوا على العلم.
وكانت هناك حيث كان رابطة اخوية صادقة بين الطلبة والمدرسين، حيث كان المدرس غير الطلبة اولاده ويبذل جهودا مضاعفة لتعليمهم.
ثانوية الدعية
ويكمل ناصر البحوه: بعد مدرسة المتنبي وانتقال الاسرة من الشرق الى الدسمة كانت ثانوية الدعية فالتحقت فيها مع مجموعة من الطلبة وكان طلبتها من القادسية والدعية والدسمة، اضافة لطلبة غير كويتيين من الاخوة العرب وكنا معهم اخوة.
واذكر الناظر حسن وهو مصري الجنسية. النظام العام في ذلك الوقت كان التعليم الثانوي ممتاز جدا وقويا والأنشطة كبيرة وكثيرة. ثانوية الدعية اخذت مجالا كبيرا بين الثانويات. لعبت كرة القدم اثناء حصص التربية البدنية واذكر ان المدرسين كانوا شديدين على الطلبة، وكان الطابور مهما جدا، واذكر ان ناظر المدرسة عمل شيئا مهما للمدرسة، حيث كان يدعو كبار الشخصيات الكويتية لإلقاء كلمات في طابور الصباح امام الطلبة، واذكر منهم المرحوم علي الجسار والمرحوم عبدالله النوري وايضا تقام بعض الندوات واذكر ان المدرس اختارني لحضور ندوة حاضر فيها عبدالله النوري، ومجموعة من اولياء الامور والطلبة.
كما ان ناظر المدرسة اسس دروسا خاصة للطلبة مجانا بعد الدوام الرسمي وكنت احضر تلك الدروس وذلك قبل الامتحانات النهائية.
وفي إحدى السنوات المدرسية حصلت على نسبة اقل من المائة وكانت الدعية الثانوية تحصل على نسب كبيرة بين الثانويات.
الاهتمام والتشجيع من المدرسة كان كبيرا وكنت اشارك الزملاء في المراجعة لأن فيها كسب للمعرفة والخبرة.
أربع سنوات قضيتها في ثانوية الدعية وقد اجتزت الامتحان النهائي بنجاح وبدأت التفكير في التعليم الجامعي؟ اين اذهب وكان ذلك مع بداية معهد المعلمين.
معهد المعلمين
ويمضي ناصر البحوه قائلا: سجلت في جامعة الكويت وكانت الرغبة دراسة العلوم السياسية ولكن قبلت بالآداب قسم التاريخ، واثناء تقديم الأوراق تم فتح دار المعلمين فتقدمت بأوراقي وتم قبولي فيها مع الدفعة الأولى لاختصار سنتين عن الدراسة في الجامعة.
وكان المدرسون دكاترة من جامعة عين شمس والدراسة وحسن المعاملة والمنهج شجعوني على الدراسة والاستمرار حتى التخرج مدرسا تخصص لغة عربية، كان عندي ميول منذ التعليم الثانوي وكان عندنا منهج مقرر (شذور الذهب) في دار المعلمين والدكتور نصحنا بالاحتفاظ به للرجوع أو كمرجع لما بعد الدراسة.
كانت لغتي الانجليزية جيدة منذ الدراسة وهي اسهل من اللغة العربية واعتز بها وكنت احفظ الشعر واتذوقه.
مراحل التعليم والعمل
ويكمل ناصر البحوه عينت مدرسا في مدرسة الشعب المتوسطة وكان الناظر فيها جمال سعد الدين واستمررت بالعمل لمدة 7 سنوات ومنذ اليوم الأول لمقابلتي للناظر قال يا استاذ ناصر اتوسم فيك خيرا ولثقتي فيك اعينك مشرف جناح وكان معي داود الوهيب وخالد عبداللطيف. عينا مشرفين على الاجنحة واستلمت الجناح مع جدول التدريس واختلطت مع المدرسين العرب الموجودين قبلنا بالمدرسة ولكن كنا اول دفعة مدرسين كويتيين بمدرسة الشعب المتوسطة مدرسين مواد وكذلك مدرسين للتربية البدنية وبعد ثماني سنوات من العمل مدرسا للغة العربية استدعيت لمقابلة اللجنة لتعيين الوكلاء وبعد اجتياز المقابلة عينت وكيلا.
المسؤولون في لجنة المقابلات منصور غلوم رئيس اللجنة وبعض القياديين وبعد ذلك عينت في مدرسة الزور المتوسطة وكانت تبعد تقريبا عن بيتنا خمسين كيلومترا والمدرسة مشتركة ابتدائي ومتوسط وثانوي.
ومع نصيحة الآخرين قبلت التعيين رغم ان المسافة طويلة واذكر ان الطريق كان حارة واحدة ذهابا وايابا للسيارات، ومما اذكر انني في يوم ممطر ذهبت الى المدرسة مع الخوف الشديد من الحوادث وصلت الى مدرسة الزور وشاهدت الطلبة يعبرون الطريق الى المدرسة ويدوسون على الصخور والاخشاب لشدة الامطار والمياه على الارض، عند دخولي الى غرفتي واذا بالتلفون يرن وأحد المسؤولين على الطرف الآخر يسأل هذه مدرسة الزور فقلت نعم فقال الاستاذ ناصر فقلت نعم، وقال هذا شيء طيب وجيد منك في هذا الجو تذهب الى المدرسة.
بعض المدرسين انقلبت سياراتهم بالطريق من شدة المطر وبعد ستة أشهر من العمل في الزور قابلت احد المسؤولين وقلت له الطريق بعيد جدا وامضيت ستة أشهر واطلب النقل وكان ناظر المدرسة الاستاذ سيف العدواني وكان يسكن في الفحيحيل والطريق مسافته قريبة من المدرسة المهم اعطاني قرار النقل من الزور الى مدرسة الفروانية المتوسطة، وكان ناظرها فلسطينيا والمدرسة عدد طلابها كبير مقارنة بطلبة الزور لأنهم كانوا من ابناء دول مجلس التعاون واما طلبة الفروانية فكانوا من الطلبة الفلسطينيين والاخوة العرب، اما المستوى التعليمي عند طلاب الفروانية فكان اكثر فهما وشطارة لأن اهاليهم متعلمون فمنهم المدرسون والاطباء والمهندسون وكذلك بعض الامهات متعلمات ايضا، اما طلاب الزور فأولياء امورهم من طبقة العمال والفنيين ولكنهم كانوا يبذلون جهدا كبيرا للدراسة.
وبعد شهر من العمل في الفروانية المتوسطة ونقل الناظر وعين الاستاذ بدر الشمروخ، ومدير المنطقة استدعاني مع الناظر وكان يظن انني قد سعيت لنقله وقال يا استاذ ناصر حاولت ان تنقلني.
بدر الشمروخ اداري ناجح ومخلص في عمله وقال لي يوما إنه بصدد الحصول على اجازة دراسية لتكملة تعليمه الجامعي وبقيت المدرسة دون ناظر رسمي وقد كلفت انت بعمل الناظر، وكنت اوزع الكتب مع بداية العام الدراسي، وزار المدرسة وكيل وزارة التربية الاستاذ عبدالرحمن الخضري.
ناظر مدرسة
ويضيف ناصر البحوه: التقيت بوكيل الوزارة وحضر عند المخزن حيث كنت موجودا لتوزيع الكتب وسألني عن المدرسة فقلت له وزعنا الكتب على جميع الفصول والطلبة ولم يبق سوى فصلين وكانت الساعة الثامنة والنصف صباحا، ورجعنا الى المكتب وقال ما احتياجات المدرسة وما طلباتك فقلت نطلب باصين لنقل الطلبة، فاتصل مباشرة بالمسؤولين وبعد ساعة حضرت الباصات ومكتوب عليها مدرسة الفروانية المتوسطة، فكان العمل دؤوبا وسريعا والمسؤولون يقومون بواجبهم مع بداية العام الدراسي الجديد.
تلك الزيارة اثمرت نتائجها حيث صدرت نشرة وزعت على المدارس بتعييني ناظرا لمدرسة الفروانية المتوسطة ودون اجراء مقابلة، وهذه من النوادر التي تحصل في وزارة التربية وعين بعد ذلك وكيلا للمدرسة اسمه عثمان اليحيى وابو اسامة وكيلا ثانيا.
ومدير المنطقة خالد الصليهم زار المدرسة مرة واحدة وقال نعمل تدويرا بين نظار المدارس وبعد يومين طلبني لزيارته في المنطقة التعليمية وقال بعض سكان المنطقة طلبوا مني نقلك من مدرسة الفروانية.. هذا العام اوقفت التدوير، وفي العام الدراسي التالي نقلت ناظرا الى مدرسة ابن تيمية المتوسطة، بعض النظار كانوا خائفين من النقل لهذه المدرسة، المهم تسلمت المدرسة وحققت نجاحا كبيرا فيها بشهادة رؤساء ومدراء المنطقة التعليمية واولياء الامور.
درامات ماء
ويمضي ناصر البحوه في ذكرياته قائلا: اول يوم دوام لي في مدرسة ابن تيمية لفت نظري وجود درامات ماء عند مدخل المدرسة، فسألت وكيل المدرسة عن سبب وجودها فقال ان مجموعة من الطلبة الكبار بعد العصر يستخدمونها لغسل السيارات، فقلت ولماذا عند باب المدرسة فقال خوفا من تلف مرافق المدرسة بسببهم، وبعد فترة تم نقل وكيل مدرسة الفروانية الى مدرسة ابن تيمية وكان الاستاذ عثمان اليحيى ايضا لفت نظره وجود منظر تلك الدرامات فاتفقت مع الوكيل على نقل تلك الدرامات وباشرنا نقلها، وزرعنا مكانها النخيل، الا ان بعض الطلبة حرقوا واحدة من النخيل.وكان من جهة الادارة شباك كبير يطل على الشارع وعملنا حديقة صغيرة على الرصيف وزرعنا بعض الاشجار والازهار ولاتزال الاشجار والحديقة موجودة.
كان في المدرسة اخصائي اجتماعي وكلفته بدراسة بعض المشاكل عند الطلبة وبعد مرور فترة اكتشفنا ان المشكلة عند كثير من الطلبة هي تعدد الزوجات لابائهم والحالة الضعيفة الفقيرة، وطلبت من مسؤول المقصف شراء ملابس للطلبة الفقراء وكانت نقطة تحول في حياة الطلبة اعطيناهم وزودناهم بالملابس والاكل.
ايضا اذكر ان طالبا نقل من احدى المدارس لكبر سنه وقبلته في المدرسة، بدأت الدراسة ولكنه لم يستمر حسب النظام فنقل الى مدرسة اخرى بطلب منه، اقول ان العمل المدرسي لا ينجح الا بعمل تربوي وتعاون الهيئة التدريسية وتقديم خدمات للطالب بمتابعته ودراسة حالته.
علم النفس ضروري تطبيقه اثناء العمل التربوي مثلا عندما ترسل الوزارة مدرسا للعمل بالمدرسة اطبق علم النفس فيوما ما قلت للوكيل يا بوحمد ان هذا المدرس لن يستمر معنا في العمل، وهذا يتضح من سلوكه وحركته، ومن الذين تمسكت بهم مدرسا لايزال يتصل بي ونتحدث مع بعضنا البعض والسبب انك كناظر عليك العمل مع المدرس بالعطف والود والرعاية بين الاثنين في العمل، وهذا من اسباب النجاح.واذكر ان علاقتي مع مجلس الآباء كانت جيدة في البداية لم يكن عند اولياء الامور في مدرسة ابن تيمية اي ميول للمشاركة والتعاون، فعملت الاجتماع معهم بعد العصر وبدأت اناقشهم، واذكر انني عملت جهاز النداء الآلي واعطيت الرقم لكل ولي امر فالجهاز يرد على المتصل ويعطيه المعلومات (انسر مشين). واذكر ان ابراهيم ابا الخيل كان مدير المنطقة التعليمية وهو رجل تربوي مخلص في عمله ومتعاون معنا. وقلت له جرب الجهاز فقال لا تعمموا الطريقة حتى أسمعه وبالفعل أعطيناه التفاصيل وبعد يومين قال استمروا بهذه الطريقة ونجحت الطريقة بالاتصال مع أولياء الأمور.
البداية أولياء أمور طلاب ابن تيمية لم يكونوا مترددين ولا يعرفون الهدف من العمل.وبعد سنوات نقلت الى مدرسة النجاح المتوسطة وكان الفرق بين الطلبة في المدرستين واضحا جدا حسب البيئة التي يعيش فيها الطالب، مثلا طلاب ابن تيمية يختلفون عن طلاب النجاح المتوسطة الموجودة في (منطقة السرة) من حيث ان ولي الأمر أكثر تعليما وثقافة، وكذلك الأم متعلمة ومثقفة، وبعد ثلاثة أشهر نقلت من النجاح مع التنظيم وحصلت على المرتبة الأولى في الشهادة للأشهر الثلاثة الأولى.
رئيس قسم الامتحانات
نقلت من مدرسة النجاح ناظرا الى رئيس قسم الامتحانات في منطقة الفروانية التعليمية وهذه من المهام الصعبة لأن فيها تصديق شهادات تنقل الى خارج الكويت، فالقسم يتطلب موظفين لديهم الدقة والتحري في المعلومة، فكنت حريصا جدا على العمل بحيث ان الشهادة تسجل وتعطى رقما وتعلمت على الميكروفيلم لحفظ المعلومات.
كان العمل ناجحا جدا وكنت خائفا من الخطأ، وأذكر ان مدير الإدارة عبدالله الرجيب زارنا في القسم وشم رائحة أكل فقلت ان الموظفات يتريقون في بداية العمل، خرجت من القسم عدة شهادات وبعد سنة ونصف السنة تقدمت للتقاعد وتركت العمل، ولكن التقاعد لم ينفع معي وشعرت بالكسل والخمول، فذهبت الى الوزارة وطلبت العودة الى العمل وعينت باحثا فنيا في إدارة التعليم الخاص ومديرها كان ناصر الضاحي، لقيت كل ترحيب من المسؤولين والعاملين فيها، الفرق اذا كنت ناجحا في عملك الكل يرحب بك ويحبك، والإنسان عمله ينفعه ويحبب الناس فيه.وكان عملي في شؤون الطلبة ثم في التوجيه لشؤون الطلبة والتفتيش على المدارس.
شعر كتبته عن زوجتي وفي اعتقادي ان الحب عند الرجل مع زوجته يبدأ بعد الزواج، وزوجتي بنت خالد البحوه وقصة زواجي انني اخبرت والدتي وبدورها قالت لبنت خالي وخطبة زوجتي أم أولادي ولذلك أحببت زوجتي حبا كبيرا، وقد كتبت فيها بعض الكلمات الشعرية، وكان نابعا من الأعماق ووجدت الأوراق بعد البحث عنها، وهي أول امرأة بحياتي وأولادي منها: بدر وصالح ومحمد ويوسف (خريج كلية العلوم الإدارية وخطيب مسجد ومحاسب بوزارة المالية) وخالد (حاصل على دورات ومؤذن بالمسجد) وشيخة (متخصصة بالشريعة وعينت بوزارة الأوقاف)، أتمنى من الجميع ان يكونوا على مستوى خلقي وعلمي وأدبي أحسن مني.
إنما أولادنا بيننا
أكبادنا تمشي على الأرض
لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني عن الغمضِ.
العصر الجميل تكلمت عن العصر الذي يطلق عليه الزمن الجميل، حيث كان الجيل الجديد في المدارس يقبل على التعليم بكل حب وصدق والميزة الظاهرة احترام الطلاب لمعلميهم، حيث ان الطالب اذا التقى مدرسه في الشارع فإنه يخجل منه ويسلم عليه بكل احترام ويذهب لأهله وأصدقائه لكي يبشرهم بأنه التقى بمدرسه وهذا بالنسبة له ولزملائه بمثابة كنز عظيم. والظاهرة الثانية: احترام أولياء الأمور لرجال التعليم وحث ابنائهم على هذا السلوك الطيب، واذا زار المدرسة ولي الأمر يقدم كل الاحترام لكل من يعمل بالمدرسة وفاء بالجميل، عكس ما نراه اليوم من اختلاف الطالب عن زميله في السابق، اذا لم يعمل الواجب يشعر بالتقصير ويود اذا لم يذهب للمدرسة إلا بعد عمل الواجب.
|