بن ناصر
ظهر في عائلة بن ناصر نواخذة كبار لهم مكانتهم في تاريخ السفر الشراعي الكويتي. فقد كان النوخذة أحمد بن ناصر من كبار نواخذة الكويت من جيل القدامى، وكذلك النوخذة عبدالمحسن بن ناصر نوخذة السفينة البغلة التي ورد ذكرها في تاريخ الكويت. ولقد ورث عنهم أقاربهم حبهم لحرفة السفر الشراعي والتنخوذ فبرز النوخذة مبارك بن ناصر كأحد نواخذة الكويت المشهورين الذين قادوا السفن الشراعية إلى الهند. ويروي النوخذة سعود السميط أن النوخذة مبارك بن ناصر كان في ميناء كاليكوت على ساحل الملبار الهندي حين علم بأن أحد النواخذة الخليجيين قد امتنع عن إعطاء بعض البحارة الكويتيين مبلغاً من (السلف) كانوا بحاجة له، ووشى بهم للتاجر يوسف الصقر. ولما عرض عليه البحارة الأمر ذهب إلى لتاجر يوسف الصقر وكأنه محامٍ عن هؤلاء البحارة، وتم له ما أراد، فقد أعاد يوسف الصقر النظر في حالتهم، وأجبر النوخذة على إقراض البحارة ما احتاجوه من مال. ويعلق النوخذة سعود قائلاً إن النوخذة مبارك بن ناصر كان من الشجعان الحريصين على الكويت وأهلها، وأنه كان يتمتع بشخصية قوية.
ليس من الممكن أن نحصي عدد السنوات التي قضاها النوخذة مبارك في قيادة السفن الشراعية. ولقد ذكر النوخذة بدر عبدالوهاب القطامي للكاتب عن رحلة تعرّض فيها النوخذة مبارك بن ناصر لإحدى الصعوبات بينما كان يقود سفينته بالقرب من (رأس الحد) في الركن الجنوبي الشرقي من سلطنة عمان. فقد اصطدمت سفينته بإحدى الشعاب المرجانية وغرقت في مكانها.
ومن النواخذة الآخرين الذين ظهروا في هذه العائلة، النوخذة ناصر بن ناصر. فقد اشترك هذا النوخذة مع قريبه علي بن جوعان في صنع سفينة من نوع البوم هي (بوم كاكة) المعروف، ولما تم صنعه في الهند، قام بقيادته في أول رحلة له النوخذة ناصر بن ناصر. واستمر في قيادته سنوات عديدة قبل أن يصبح من سفن عائلة الشاهين الغانم، فترك قيادتها النوخذة ناصر. وكانت رحلته هذه على هذه السفينة من أهم رحلاته الشراعية.
كذلك قام يقيادة السفن الشراعية النوخذة محمود بن أحمد بن ناصر، ولا نعلم كم رحلة قام بها، لكن فاجأه أفول نجم السفر الشراعي الكويتي بعد ظهور البترول في الكويت فترك هذه الحرفة، وكان آخر نواخذة السفر من هذه العائلة المعروفة.
المصدر: كتاب نواخذة السفر الشراعي في الكويت تأليف د. يعقوب الحجي ص345-346
|
العرض الشجري
