وطني الذي أحب

[ندى الرفاعي]

زهرةُ الأقمارِ
شعر : ندى الرفاعي

هيا ابسمي للشمسِ والأنوارِ
وتألّقـي يا زهرةَ الأقمارِ

إنّي أُحِبُكِ يا كويتُ فعالِجي
هَيْمَ الفؤادِ بضمّةِ الإقرارِ

أُمّي الحنونُ لأنتِ في أحضانِها
ألقى الأمانَ بِموقفي ومساري

من جَوفِ أرضكِ ترتقي أحلامُنا
و يشقُّ نبتُ العزِّ والإكبارِ

وعلى هديرِ الْموجِ قُرْبَ خليجِنا
يَحلو حديثُ النجمِ والسُمّارِ

إنّي كتبتُ لكِ القصائدَ بالْمُنى
ورسَمتُ باسمكِ مَعْلَمَ الإصرارِ

ووددتُّ لو أجد المعانيَ إنّما
لا توزنُ الأشواقُ بالأشعارِ

قد طُفْتُ في الأمصارِ إلاّ أنني
لِسِواكِ لا أشدو مع الأطيارِ

لو تعلمينَ مدى التوجّعِ عندما
جالت جيوشُ الغدرِ بين ديارِ

قد ذُقتُ مُرَّ ضياعِنا في لَحظةٍ
وعرفتُ أنَّكِ لا مُحالَ ذِماري

بَطِشوا بنا كيما نُغادِرَ أرضَنا
في مِحنةِ الأحداثِ كنتِ قراري

راموا القضاءَ فرُمتُ عِندَكِ ملجئي
لن أستكينَ ولن أبيعَ نَهاري

لا لونَ للكونِ البديعِ إذا انطفى
ضوءُ البيوتِ بِهجمةِ الإعصارِ

في عصفِ ليلِ القهرِ كنتِ غِطاءَنا
وهواءَنا يا حُـرّةَ الأسـوارِ

إنّي انتميتُ إلى رمالكِ مِثلَما
للحقِّ أنتِ ركيزتي وجِداري

إنّي احتميتُ بربِّ سَمْكِكِ ليس لي
بعد الكويتِ برقـعةٍ من دارِ

حتّى بدا فجـرُ الكرامةِ بازغـاً
يدعو جموعَ الشعبِ نحوَ فَخَارِ

وانزاح نيرُ الظـالِمينَ وبُـدِّلَت
حُجُبُ الظلامِ ببسمةِ الأزهارِ

وتعانقت مُقلُ القـلوبِ لتلتقي
بسواعِـدِ البُنـيانِ والإعمارِ

وامتدَّت البشرى بأرضِ جدودِنا
تزهو حِمى الأوطانِ بالأبـرارِ

******************
صلّى الإلهُ على النبيِّ محـمدٍ
ما رتَّلَ الداعونَ بالأسحارِ

والآلِ والصحبِ الكرامِ جميعِهم
هم عُصبةٌ من نُخبةِ الأخيارِ