| 
				 وما زلنا بها حتَّى حللنا :: صَبَاحاً في كويت آل الصبَّاحِ 
 قصيدة لشاعر العراق عبدالغفار الأخرس يذكر فيها نزوله الكويت وأميرها الشيخ عبدالله الصباح :
 إذا نَبَتِ الدِّيارُ بحرِّ قومٍ :: فليسَ على المُفارقِ من جناحِ
 ومنذُ وجَدتُ من همِّي رسيساً :: إلى روحي وأعوزني ارتياحي
 وما صَعَّرْتُ للأيام خدِّي :: ولم أخفِضْ لنائبةٍ جناحي
 وضاقَ بيَ الخناق فلمتُ نفسي :: وإن لم يلحُني باللَّوم لاحي
 وقد أصبحتُ في زمنٍ ممارٍ :: يريني الجدَّ من خللِ المزاحِ
 رَفَضْتُ إقامتي وَرَكِبْتُ أمراً :: حَريًّا أن يكونَ به صَلاحِي
 تسيرُ بنا بلُجِّ البحر فُلك :: كمثل الطَّير خافقة الجناحِ
 وما زلنا بها حتَّى حللنا :: صَبَاحاً في كويت آل الصبَّاحِ
 لدى قوم أعزّ الناس جاراً :: وأندى بالنوال بطون راحِ
 أباةٌ لا يطوف الضَّيم فيهم :: ولا جار لهم بالمستباحِ
 غيوث مكارمٍ وليوث حربٍ :: وأكفاءُ الشجاعةِ والكفاحِ
 نزلت بهم على سعةٍ ورحبٍ :: وأنس وابتهاجٍ وانشراحِ
 فقومٌ ساد عبد الله فيهم :: فبالبأسِ الشَّديدِ وبالسَّماحِ
 إذا نزلوا لعمرُ أبيكَ أرضاً :: حَموهَا بالأسِنَّةِ والرِّماحِ
 فكم بدأوا بمكرمةٍ وثنَّوا :: وكم نحروا العدى نحر الأضاحي
 سَقَوا أعداءهم حمرَ المنايا :: بسمر الخطِّ والبيضِ الصفاح
 وما زالت مكارمهم تنادي :: لدى الآمال حيَّ على الفلاحِ
 بأيديهم شكيمة ذي اقتدارٍ :: تَرُدُّ الجامحين عن الجماحِ
 همُ وضعوا أفاويق المعالي :: كما رَضَعَ الفَصيلُ من اللقاحِ
 إذا ما زرتُهم يوماً وفى لي :: ضميني للزيارةِ بالنجاحِ
 بهم أطلَقتُ ألسنَة القوافي :: بما تمليه من كَلِمٍ فصاحِ
 لقد مُزجَتْ محبَّتهم بروحي :: مزاج الرَّاح بالماءِ القراحِ
 كأَنَّ مديحُهم عندي عقارٌ :: به كانَ اغتباقي واصطباحي
 ثمِلْتُ بهم وما خامَرْتُ خمراً :: ولا راحي بسطتُ لكأس راحِ
 ألذُّ من المدامة للندامى :: وها أنا في هواهم غير صاحِ
 ولو أنِّي اقترحتُ على زماني :: وأعطاني الزمان على اقتراحي
 لما فارقتُهم يوماً ومالي :: إذا وُفِّقْتُ عنهم من براحِ
 ويأبى ذاكَ لي قَدَرٌ متاح :: ونحنُ بقبضةِ القدر المتاحِ
 
			
			
			
			
				  |