راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > الشخصيات الكويتية > مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-03-2012, 06:11 PM
رود
زائر
 
المشاركات: n/a
Arrow راشد الشنفا: شَوق العبادة عند والدي دفعه لتأسيس حملة حج على الإبل

راشد الشنفا:

شَوق العبادة عند والدي دفعه لتأسيس حملة حج على الإبل







صورة تاريخية لحملات الحج على الإبل

جاسم عباس


مخضرمون عاشوا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين، وذاقوا حلاوتهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح او بعضا منه، ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم، فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي.

القبس شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة.

في مستهل لقائنا مع راشد عوض راشد الشنفا قال: ان الغرض الاصلي من خلق الانسان هو معرفة الله والوصول الى حبه والانس به، وهذا الامر يتوقف على صفاء النفس وتجردها بالتنزه عن الشهوات والكف عن الاذى، ولذلك شرعت العبادات المشتملة على هذه الامور، اذ بعضها انفاق المال وبذله. الموجب للانقطاع عن حطام الدنيا، كالزكاة والصوم والصدقات، وبعضها التجرد لذكر الله بتوجيه القلب اليه، وارتكاب تحريك الاعضاء وتعبها، كالصلاة والحج، وفيه هجران اوطان، واتعاب ابدان، وتحمل مشاق، وحضور مشاعر، وتجديد ميثاق، ولنعلم ان الحج اعظم اركان الدين وعمده، وهو يقرب العبد الى رب العالمين.


حملة الشنفا


أضاف: كان لوالدي شوق للعبادة ووجه نيته لله تعالى، فأسس حملة لنقل الحجاج على الابل الى بيت الله تعالى والى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان جدي من الذين أسسوا رحلات الحج عبر الصحراء قبل السيارات التي ظهرت في بداية الخمسينات ثم باللواري (السيارات الكبيرة). بقيت الحملة وأنا معهم الى عام 1990وبعدها لم نستمر. ولكنني لا أنسى تلك الأرواح البشرية في طريقنا الى بيت الله الحرام الذين عظموا في نفوسهم قدر البيت ورب البيت، أرواحهم تخاطبهم اننا تركنا الأهل والأحبة والبلدان، للعزم على أمر رفيع شأنه خطير أمره، حجاج كانوا يخلون أنفسهم عن كل ما يشغل القلب، ويفرق الهم في الطريق الوعر على دابة بين الرمال والجبال وخطورة الأيام والليالي ولا أطايب الأطعمة، ولكن طيبة الخلق والكلام، ولا رفث ولا فسوق ولا جدال هكذا كانوا.

وقال: كنا نشاهد في الطريق حوادث كثيرة من قطاعي الطرق والسرقات، ومرض الجمال، والجو الحار، حتى انتشار الأمراض بين الحجاج من أخطر المشاكل التي كانت تواجهنا. ومن هذه الأحداث: شاهدنا رجلاً (هندي الجنسية) معلقاً بشجرة في الطريق والكلاب تنهش جسمه، فأنقذه والدي رحمه الله وأصطحبناه الى أقرب معالج، وفي الطريق كان والدي يعالجه بما عنده من خبرة، وفي السنة المقبلة شاهدناه، وبقي معنا حتى عام 1964. ومن مخاطر الطريق واجهنا عجاج (عياي) عواصف مصحوبة بالغبار محملة بالأتربة يعرف بالطوز، والقافلة لا تستطيع السير، ولكن والدي كان يعرف أماكن الآبار، فيغير المسير إليها متى ينتهي العجاج.
فأصحاب الحملات الكويتية يستدلون الأراضي المعشبة الغنية بالخضرة والمياه، يقضون ساعات ثم يواصلون، وعندما يصلون إلى مكة المكرمة يصلّون 40 فرضاً، ثم يذهبون إلى المدينة المنورة، كانوا يتواضعون ويخضعون عند دخولهم، والعودة تكون عن طريق البريدة، وهناك تباع جمالهم العاجزة عن المسير والمتعبة من شدة التعب على القصابين، ويركبون السيارات، وبعضهم على الجمال السليمة ليعودوا بها، ورحلة الذهاب تبدأ بعد عيد الفطر السعيد 3 شوال، وتجمعهم في ساحة الرشايدة، وبعضهم في الصفاة والجهراء، ومن ثم الرقعي وحفر الباطن، وذنيب الذيب، وأم عشرق، والدهناء والثمامي، يتزودن بالماء والتيسية والجبة وتنومة حتى البريدة والشهبا والطيبة، وقرن المنازل، وأخيراً مكة المكرمة، وفي طريق بريدة وضرية دفن أحد إخواني كما قال لنا والدنا، ومكثنا أياماً كنا نتغذى على «المراصيع»، وهي عبارة عن دهن بلدي مع الخبز، غذاء يشبه التشريب مع بصل ويسمى «قرص نار» وضحوية، لأن هذه الوجبة تؤكل وقت الضحى، وأما البعارين في الطريق الوعر والمغبّر، فنقدم لها العجين مع الملح، نفتح فم البعير ونضع فيه لقمات منها، لأن الطريق القادم صحراء وخال من الأعشاب والنباتات، وكل بعير عليه محملان لنقل النساء، وكل محمل طوله متر، وعرضه متر.


سوق الثقوب


وتحدث راشد الشنفا عن أعمال الأهل أثناء السنة عدا اشهر شوال وذي القعدة وذي الحجة، أي السفر الى الديار المقدسة، فقال: كانوا يستوردون الصوف الأسود لبيت الشعر من سوريا، ويسمى «الفلجان»، كان والدي وجدي يعرضان الصوف في محلهما في سوق السلاح الذي سقفه من الشينكو الممتلىء بالثقوب من تجربة البندقية والطلقات، للتأكد من فاعليتها، وذلك بالرماية ناحية سقف السوق فتجد السوق كالمشخل (وعاء معدني مثقب يصفى فيه الرز، وكانت تباع في السوق بالاضافة الى البنادق وتصليحها بيوت الشعر وصوفها ومستلزمات البر والصحراء).

قال الشنفا: أتذكر كان السقف قبل الشينكو من الجندل والبواري، وقبل فصل الربيع كان السوق مركزاً مهماً في الكويت لكثرة الكشاته الراحلين الى البر، وكلمة «الكشته» تقال للأرض المزروعة وهي لقطة فارسية، ونحن آل الشنفا الرشايدة كنا نكشت في الفروانية، وجاء هذا الاسم من ابن فروان الذي حفر أول بئر فيها وكان من سكانها أكثرهم الرشايدة، ولها اسم آخر «دوغه» الأرض التي يحرق فيها الجص والدوغة هي الأرض المحروقة.

وقال: ومن أعمال أهلنا أيضاً نقل الباسجيل والجنادل والرز والشاي من الكويت الى الرياض عبر الطرق الممتلئة بالتراب، كانوا يقطعون الأقرعة والجرية، وخباري وضحة، والنعيرية الى الرياض، كان عمي سعد وولد عمي هديب الشنفا لا يفارقان جدي ووالدي.


النية روح الاعمال


وقال الشنفا: ولدت في فريج الرشايدة بالقرب من دروازة العبدالرزاق مقابل مجمع البنوك والبلوكات، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب جيراننا، علاقتهم كانت خالصة لوجه الله تعالى، كانت ممدوحة. وجزاؤها خير وثواب، والى هذه الساعة أتذكرهم وينطبق عليهم الحديث الشريف: «ان الله لا ينظر الى صوركم وأموالكم، وإنما ينظر الى قلوبكم وأعمالكم، وانما ينظر الى القلوب لانها مظنة النية»، وما زلنا مع جيراننا الى هذه اللحظة والجلسة سيد مندني واولاده هم اولادنا، رضع اطفالهم من امنا، والدتي رضعت هاشم ورمضان، وبتول ومريم، طعامنا كان مشتركا، وتبادل الطعام عواطف وحقوق على الجار لجاره، والى الآن المدينة لم تشوه هذه العلاقة ويعتبرون والدتنا رحمها الله امهم ويبرونها كحق البر في حياتها، ومن جيراننا الذين كانوا يهتمون بنا ونهتم بهم عبر عواطف نبيلة وبمعانيها الانسانية السامية، اذكر: مبارك الردعان، مطلق العجمي، حمود الكريدي، وبيت خليفة النصافي، نائب الوطري، محمد بوخضور - وبيت المدعج، الحبوش، المزاريم نواخذة بحر، العماني، بوبشار، سعد العدواني، عبدالله الدعيجان، حمد الغنام، مهنا الغربة، سعيد الطميهر، عبدالله المرشاد، اللذينة، الرشدان، وغيرهم.. وأعتذر للنسيان. من علائم الجيرة ومحبة الله ان حقوق الآخرين معلومة ومرعية هذا الا يمان بحق الجيران لا يعطى الا لمن يحب ويتقرب الى ذكر الله وحتى سنة الهدامة التي هدمت البيوت ودمرت الممتلكات كان التعاون بين الجيران من الواجبات الشرعية، وهدامة 1954 ملأت حفرة الزويد وفاضت على البيوت تلك الامطار الغزيرة، كانت الحفرة بالقرب من المسيل تأتيها المياه من كل جانب وتخرج منها، وفي فصل الصيف تتحول الى سنجة (مزبلة).


الأسرة في الذاكرة


وقال: الأسر القديمة التي عشت معها من الأهل او الجيران كانت علاقتنا تقوم على الترابط على خير وجه، وكل أسرة من الزوجين والأبناء هم لبنات المجتمع، وداخلها أساس ترابط المجتمع الكبير، كانت الأم تعرف واجباتها وكذلك الأولاد والأب، واتذكر اننا لا نعرف القهر او القسوة او التفاخر والاهمال، كنا نشعر ان كلاً منا ضروري للآخر، وأتذكر الارتباط بين الوالد والوالدة كان عاطفياً وجدانيا، فيه رحمة ومودة وحب، وهذا انعكس على الأبناء، وعندما كان يدخل الوالد رحمه الله البيت يحل السكوت والسكون، كانت الوالدة تمنعنا من اللعب والصراخ، وكان رحمه الله يبلل الشرشف وينام في الدهليز من شدة الحر حتى أذان العصر، لا نستطيع الخروج من البيت حتى لا نزعجه، وحتى أعمال البيت تتوقف، وأتذكر ابنة عمي كانت تتقن صناعة السرج تقوم بالعمل بعد عمل البيت، وحتى دخان الكرم واليلة والسعف يتوقف حتى لا تؤذي الكبار وبعد دخولهم المنزل، ولما وصلتنا الكهرباء سنة 1954 تركنا السراي، والتريك، والكندري، وضع لنا الوالد مكيف «عنتر» في غرفة واحدة، ومصباحاً كهربائياً واحداً، هكذا كانوا توافقهم في الآلام وفي الآمال.


ألعابنا تربوية


أضاف الشنفا عن الأيام كانت مرحاً وسروراً خاصة مع الطيور وأعشاشها، وألعابنا كانت تربوية خلقت فينا النفس الطيبة وأحاسيس قوية، وحركة وجريا وذكاء وطموحا، والصبر الذي مازال معنا من تلك الألعاب، الصبر بالألعاب يكوّن عندك الرضا والمحبة، ونصف الإيمان، وهو الذي جعلنا نتمتع بها، الألعاب أبعدتنا عن العزلة والانفراد، والشفاء من الأمراض النفسية من الألعاب القديمة، ألعابنا علمتنا الصلة بالأرحام والإخوان والجيران، وجعلتنا أسرة واحدة لا فرق بيننا، وكذلك البنات الصغيرات فتراهن مجتمعات يؤدين دورهن بنشاط مبتعدات عن الصبيان يتعلمن من خلال الألعاب، العيشة المستقبلية وإدارة المنزل والأمومة بوسائل متواضعة، ولهن دور بارز بالدعاء لانزال المطر، ومعهن تمثال بدائي من الخرق والعصي وملابس ويدعى هذا التمثال «أم الغيث» ويطفن في السكيك ويصحن:
«يا أم الغيث غيثينه
خلّ.ي المطر
اّ.يينهْ
خلي الع.ش.يبه
تنبت تنبت».
وأخريات يُصحن: «طك يا مطر ط.ك
بيتنا يديد
مرزامنا حديد
طكْ يا مطر طَكْ»
والجميع يصحيون بناتاً وأولاداً: يا الله تزيده ترحم عبيده.

وقال الشنفا: من ذكرياتي التي لا أنساها حبال، أي صيد الطيور، خاصة تلك الأيام في فريجنا (فريج الرشايدة) بالقرب من حوطة الشيخ عبدالله السالم الصباح رحمه الله، كنت مع فيصل الحجي نطير حمام ونصطاد الطيور، كانت الحوطة في تلك الساحة مملوءة بالأشجار، بني حولها حائط لتسويرها ولحفظها خاصة أشجار السدر التي لنا علاقة بها لصيد الطيور، أثناء دخولنا الحوطة سمع المغفور له الشيخ عبدالله السالم وقع أقدامنا، فأمسكنا أحد الحراس واصطحبنا إلى الشيخ، فسأل عن الأسماء، قلت له: أنا ابن عوض الشنفا، وقال له فيصل: أنا ابن محمد الحجي. قال لنا المغفور له: لماذا تنطون على هذه الحوطة؟ سكتنا لحظة وقلنا له: نريد اصطياد الطيور. فقال: اطرقوا الباب وادخلوا الحوطة من بابها، ولا أحد يمنعكم. وأعطى لكل واحد منا روبيتين، كان رحمه الله لديه الشوق والرغبة إلى شعبه، ومحسناً لسائر الأسباب الموصلة الى دوام الوجود، وكمال الوجود.

قال: الحبال كان بالفخاخ والصلاليب والنبابيط، وكنا ننتظر أو طائر زائر للكويت هو الهدهد والعقعق والحمامي والسلاحي، وبلدنا الكويت كانت غنية بالطيور قد يصل عدد أنواعها إلى أكثر من ستين نوعاً.

وأخيراً تحدث عن الإخوة والوحدة وترك الأذى فيما بيننا، فقال:
علينا أن نكون أوسع أفقاً وحكمة، وان نقوي الصلة بيننا، وأن نجعل الحياة في رحاب ديننا وأرضنا حياة كريمة متماسكة، وكلنا نتعاهد الوفاء لبلدنا والإحسان ورحمة وأخوة ومساواة، وأن أعمالنا تكون شاهد صدق لكويتنا كويت الجميع.




راشد عوض الشنفا





عوض راشد روضان الشنفا (صاحب حملة الإبل)







> رواد ديوانية الشنفا









المصدر

جريدة القبس
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الشنفا IE المرقاب 2 17-01-2015 12:07 AM
لمحات من التاريخ (الإبل المهرية) صالح عليان المهري القسم العام 0 09-01-2012 11:52 AM
حملات الحج الكويتية على الإبل محمد90 البحوث والمؤلفات 0 08-11-2010 02:49 PM


الساعة الآن 08:00 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت