22-05-2012, 12:38 AM
|
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
|
|
الأمير الشيخ صباح الأحمد مع أحد أبنائه
جريدة الجريدة - باسم اللوغاني
نشر في 11, May 2012
صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، بدأ حياته السياسية بتعيينه عضواً في اللجنة التنفيذية العليا لتنظيم الدوائر الحكومية، في منتصف عام 1954. وكان من أعضاء اللجنة أيضاً الشيخ جابر العلي السالم الصباح، والشيخ خالد العبدالله السالم الصباح، والسيد أحمد عبداللطيف بوحمدي، والسيد عبداللطيف النصف، رحمهم الله جميعاً، وقد بدأت هذه اللجنة اجتماعاتها بهمة عالية، وكان أول اجتماعاتها بتاريخ 19 يوليو 1954، وأول قرار اتخذته كان منع تداول الأراضي خارج السور، حيث أعلنت أن جميع الأراضي خارج المخطط والمملوكة بالهبة للغير هي ملك للدولة، ولا يجوز تملكها أو التصرف بها، وللدولة حق استعادتها. وتعاقبت الاجتماعات، وصدرت عن هذه اللجنة المهمة في تاريخ تنظيم أجهزة الدولة قرارات كثيرة جديرة بالاهتمام، منها على سبيل المثال ما يلي:
• قرار اعتماد كادر لموظفي الدولة لأول مرة، حيث شكلت لجنة فرعية من جميع دوائر الدولة لتقديم مقترحاتها عن مستوى الرواتب لكل وظيفة من الوظائف الرسمية، وتم بعد ذلك اعتماد الكادر.
• قرار إنشاء ديوان للمحاسبة العامة لمراقبة حسابات الدولة وتنسيقها، وتم انتداب خبير مصري كبير في هذا المجال هو الأستاذ علي توفيق حجاج، ليتولى وضع مواصفات هذا الجهاز الحيوي والهام.
• قرار إنشاء عدة دوائر حكومية مثل دائرة الشؤون الاجتماعية، ووضع اختصاصاتها.
• قرار تأسيس نظام الميزانيات التقديرية للدوائر الحكومية لعام 1955 للحصول على الموافقة الرسمية لذلك.
• قرار وقف تثمين الأراضي خارج سور الكويت باستثناء الأراضي التي تحتاجها الحكومة للمشاريع العامة.
وفي منتصف ليلة 30 نوفمبر 1954، هطلت أمطار غزيرة جداً على الكويت، لم تشهدها من قبل بلغت سبع بوصات في أسبوع واحد، في حين كان معدل سقوط الأمطار الموسمية بالكويت من خمس إلى ست بوصات سنوياً، وقد تسبب ذلك في نكبة كبيرة لأبناء البلد والمقيمين فيها، فتهدمت آلاف المنازل، وتشرد أكثر من 18 ألف شخص، فسارعت الحكومة إلى تشكيل لجنة عليا للإغاثة ترأسها الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، وضمت في عضويتها ممثلين من الدوائر الحكومية ذات الصلة، واتخذت مقراً لها مبنى بلدية الكويت، ومنذ تشكيلها أظهرت اللجنة نشاطاً استثنائياً في نجدة الناس، وإسعافهم، ونقلهم من منازلهم المتهدمة إلى المدارس الحكومية، ومنازل جديدة كانت الحكومة قد انتهت من إنشائها لذوي الدخل المحدود، كما بادرت بعض الأسر الكويتية الغنية، كأسرة الحمد، وأسرة الشايع، إلى تسليم عدد من المنازل الجديدة التي تملكها للحكومة، لاستخدامها في إيواء المتضررين من المواطنين والمقيمين. وقامت اللجنة أيضاً بسحب المياه المتجمعة في الأماكن والشوارع المنخفضة، وتقديم الطعام للمنكوبين، وتوفير المواصلات لهم لزيارة أهاليهم، وقضاء حاجاتهم، وتم حفر نفق من منطقة الشامية لتصريف مياه الأمطار إلى البحر، وتم تقديم ما يمكن تقديمه لأبناء القرى وجزيرة فيلكا.
وهكذا نجد أن صاحب السمو بدأ حياته السياسية مواجهاً تحديات كبيرة، وهو في سن مبكرة، لكنه اثبت كفاءته، وقدرته على القيادة في أصعب الظروف، ولم يتردد في اتخاذ أصعب القرارات وأجرئها، مراعياً المصلحة العامة وظروف الناس. وأهله ذلك الدور، الذي قام به في سنة الهدامة الثانية، والدور الذي لعبه في اللجنة التنفيذية العليا، للعب دور أكبر مع مرور الأيام حتى تولى مقاليد الحكم في عام 2006. هذا هو “بوناصر” الكبير في قلبه ودوره في التاريخ الكويتي.
|