22-05-2012, 01:31 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 45
|
|
سنوات المرأة والدوائر والبطاقة
سنوات المرأة والدوائر والبطاقة
اشتهر الكويتيون قديما بتسمية الاعوام بأهم الاحداث الواقعة فيها بهدف التوثيق، فتجد هناك اسماء اطلقت بشكل متسلسل يستطيع من خلالها الباحث ان يتتبع أهم الاحداث التاريخية التي شهدتها الكويت مثل: سنة الطبعة والهدامة والطفحة والطاعون والصامتة والغزو وغيرها. من بين التسميات التي تثير الاهتمام، خصوصا في فترة الانتخابات، هي «سنة المجلس» التي اطلقت على اسم المجلس التشريعي والاحداث التي رافقته في عام 1938، حيث انقسم الشعب الكويتي بين مؤيد ومعارض للمجلس، لعدة اسباب لعل اهمها عدم تمثيل المجلس التشريعي لكل مكونات المجتمع الكويتي في تلك الفترة. وقاد ذلك الى تصادم بين ابناء الشعب الواحد، وقد قامت السلطة الحاكمة بحل المجلس التشريعي مع انه لم يستمر الا لفترة قصيرة جدا لم تتجاوز ستة اشهر، فالجدل العقيم الذي دار بين ابناء الشعب الواحد بسبب الاختلاف في كيفية تقليص الدوائر اعاد الى الاذهان اسباب احداث سنة 1938 التي تركزت في كيفية تمثيل شرائح المجتمع كافة في مجلس الامة، ففي عام 2006 انقسم الكويتيون ما بين مؤيد ومعارض لمشروع تعديل الدوائر الذي استنزف الكثير من وقت المجلس ووسائل الاعلام، بحيث اصبح هذا الموضوع حديث كل فرد كويتي حتى اضحى عام 2006 بحق عام الدوائر.
حدث آخر مهم ايضا في عام 2006، يستحق ان يؤرخ العام باسمه هو مشاركة المرأة الكويتية ولأول مرة في العملية الانتخابية بالترشيح والانتخاب، حتى اضحى صوتها، الذي يمثل الاكثرية في جداول الناخبين، رقما صعبا يتطلع للحصول عليه جميع المرشحين والمرشحات، فلذا نرى أن هذا الحدث التاريخي يستحق ايضا ان يقرن اسمه بعام 2006، ليس لان المرأة ستشارك في الانتخابات لاول مرة فقط، بل لمشاركة شريحة كبيرة من الشعب الكويتي تمثل الاغلبية في صياغة التشريعات وصنع القرار السياسي على عكس سنة 1938، حيث شارك في انتخاب اعضاء المجلس التشريعي - كما يذكر المؤرخون - فقط 150 عائلة تم انتقاؤهم من بين آلاف الكويتيين ليمارسوا حقهم الانتخابي ومن دون اي صوت نسائي.
حدث آخر في 2008 كان صدور البطاقة الانتخابية وتعطيل العمل بها لانها لم تنجح، حيث تم استلامها من قبل 10% فقط من اجمالي الناخبين على الرغم من وجود حملة اعلامية مصاحبة لهذه البطاقة. ان المستوى الثقافي للشعب ووسائل الاعلام لم ينجحا على مدى سنتين في اقناع الناخب باستخدام البطاقة الانتخابية، بينما كانت الجنسية الكويتية تمنح قبل اكثر من 45 سنة في الوقت الذي كانت فيه وسائل الاعلام شبه معدومة والامية متفشية وتطبيقات القانون غير متناسقة، حيث كانت اللجان تفتح شهرا أو شهرين وتغلق لمدد غير معلومة، ومع ذلك نستغرب من اين جاء البدون؟! مع ان نسبة الاقبال على البطاقة الانتخابية اثبتت ان هناك 90% من الناخبين بدون بطاقة إنتخابية !!
د. عبدالعزيز ابراهيم التركي
|