راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > الوثائق والبروات والعدسانيات
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-02-2024, 10:15 PM
فاعل خير فاعل خير غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 269
افتراضي من المكاتبات القديمة في الكويت




الوطن - د. يعقوب يوسف الغنيم
24/ 2013/09

اهتم الناس بالمراسلات منذ أمد بعيد، فإنهم لا يستطيعون الانقطاع عن بعضهم، فتتعطل بذلك أعمالهم ويفتقدون صلتهم ببعض، كما يكونون في جهل تام عن كل ما يحيط بهم من أمور، وبخاصة منذ اتسعت الرقعة المسكونة في العالم وتشتت الناس حولها فلم يكن يجمع أمرهم إلا أن يتراسلوا فيعرفون ما يريدون معرفته عن الذين كانوا معهم في مكان واحد، ويدبرون الأمور المشتركة مع النائين عنهم في باقي الأجزاء المعمورة.

وفي الكويت القديمة؛ لم تكن هناك هيئة مختصة بالبريد، فكان الناس ينقلون رسائلهم من يد إلى يد مع المسافرين الذين يحمل بعضهم عند عودته إجابات هذه الرسائل، وكان أي واحد من السكان ينتهز الفرصة حين يجد المغادرين للبلاد، فيسرع إلى كتابة رسالة إلى أي من أقاربه أو أصدقائه ممن يقيمون في البلد الذي سوف يتجه إليه هذا المسافر. وبذا صار هؤلاء المسافرون وسيلة تقضي على حالة الانفصال بين المقيمين وغيرهم، وذلك حين يقومون بنقل الأخبار والرسائل إليهم، وإبلاغهم ما يدل على أحوال الأصدقاء والأهل في الجهة التي قدموا منها.

ومع تقدم العمل التجاري في الكويت، وكثرة أسفار السفن حاملة أبناء البلاد إلى كل مكان؛ صارت هذه الوسيلة لنقل البريد غير ناجعة، وصار لابد وأن تُنشئ الحكومة بطريقة أو بأخرى مركزاً يتولى المهمة ويسد الحاجة إلى خدمة الاتصالات البريدية.

وفي البداية كان البريد يخرج من الكويت، ويأتي إليها عن طريق جهاز أجنبي موجود مركزه في خارج البلاد، وكانت الرسائل ترد إلى الكويت بالطائرة التي تتأخر كثيراً عن مواعيدها بسبب الأحوال الجوية المتقلبة، وبسبب عدم وجود الاستعدادات الكافية في مطار الكويت آنذاك، مما يؤخر أعمال التجار في الوطن، وقد أدى بهم هذا إلى التقدم بكتاب إلى الشيخ أحمد الجابر الصباح في شهر يناير لسنة 1934م؛ يلتمسون فيه أن ينظر في أمر تعثر وصول البريد إلى الكويت، شارحين مدى الضرر الذي يلحق بهم جراء التأخير الذي صار عادة من عادات البريد هنا، فإن الطائرة الوحيدة التي كانت تصل إلى البلاد في كل أسبوع مرة وهي تحمل البريد معها قد انقطعت عن الوصول لفترة طويلة مما أعاق أعمالهم وعطّل مصالحهم.

وقد وقع على هذا الالتماس كلّ من:

- عبدالله الساير.
- جاسم بودي.
- أحمد محمد صالح الحميضي.
- خالد العبداللطيف الحمد.
وآخرون…

وقد جرت الاتصالات الرسمية بعد ذلك لمعالجة هذا الشأن المهم مما أعاد الأمور إلى مجراها الصحيح. ولكن البلاد عرفت البريد على حقيقته حين جاء اليوم الأول من شهر فبراير لسنة 1958م حيث تم افتتاح مكتب الكويت المركزي للبريد، واستمرت خدمته بعد ذلك على ما يرام، وافتُتِحت له فروع كثيرة، وتنوعت الخدمات التي يقدمها هذا المركز.

وليس الاهتمام بالمراسلات مقصورا على الأعمال التجارية فحسب؛ فإن الناس لهم اهتماماتهم، ولهم علاقاتهم، ولهم طلباتهم من خارج الكويت فيما لا يدخل في نطاق التجارة العامة، وكان من لا يستطيع منهم أن يكتب يلجأ إلى من يستطيع ذلك من أصدقائه لكي يكتب له، ومن ليس له صديق قادر على الكتابة، فإنه يلجأ إلى من كان يطلق عليه اسم: «كاتب العرائض» الذي كان يتخذ له موقعا في إحدى زوايا السوق ويضع أمامه مكتبا صغيرا واضعا فوق رأسه مظلة تحميه من حرارة الشمس، ثم يستقبل أصحاب الحوائج لكي يكتب لهم رسائلهم أو عرائضهم، والعرائض هنا تختلف عن الرسائل، ذلك أن الناس يتقدمون بطلب حاجاتهم من المسؤولين أو شكاياتهم إليهم حيث يعرضون من خلالها ما يشاؤون على عكس الرسائل التي ترسل إلى الخارج من أجل الاطمئنان على صديق أو قريب، أو ترسل من أجل استحضار غرض من الأغراض يصعب الحصول عليه في الكويت آنذاك.
وإذا عرفنا مدى الاهتمام القديم بكتابة الرسائل، فإننا سوف نرى الدليل على هذا الاهتمام - إضافة إلى الأمور التي أشرنا إليها - فيما يلي:

-1 حرص المدارس الأهلية (الكتاتيب) على تعليم الأولاد أساليب كتابة الرسائل، وتعويدهم على إنشائها وفق الطرق التي يتعلمونها في مدارسهم، ولا تكاد توجد مدرسة في الكويت من تلك المدارس العاملة آنذاك، إلا وهي تخصص وقتا من أوقات الدراسة لهذا الشأن.

وعلى سبيل المثال فقد كان شيخنا محمد صالح العدساني قد خصص له مكاناً في مدرسته التي كان يدرسنا فيها عندما كنا ندرس عنده، وفي هذا المكان هيأ لوحة كبيرة ألصقها بالحائط أمام التلاميذ، وفيها نموذج لرسالة كاملة مكتوبة بخط جميل، وكان يطلب منا أن ننسخ هذه الرسالة أكثر من مرة حتى نتعود على الخط وعلى صياغة الرسائل، وهو لا يكتفي بهذه الرسالة إذ كان يُبدلها كل أسبوع برسالة أخرى، حتى لا يمل الدارسون بسبب تكرارها، وحتى تتنوع خبراتهم بتنوع الرسائل وتتعود أيديهم على تحسين الخطوط.

-2 وكانت المكتبات التي تبيع الكتب في العاصمة تقوم باستيراد عدد من الكتب الخاصة بطرق كتابة الرسائل، وهي كتب تقدم لقارئها نماذج متنوعة من هذه الرسائل بحيث يستطيع القارئ أن يجد فيها النموذج الذي يريد أن يرسل مثله. وقد كانت هذه الكتب متوافرة في البيوت لكي يستعين بها الأهالي وقت الحاجة، لأنها تساعدهم على إنشاء أنواع الرسائل تبعا لما فيها من نماذج متنوعة، وهذه الكتب التي تبيعها المكتبات منوعة من حيث محتوياتها ففيها كتب للمسائل الاجتماعية، وأخرى لمسائل الغزل والتعبير عن المحبة والغرام، وفيها كتب ذات اهتمام بالموضوعات التجارية وما على من يأتي إلى المكتبة إلا أن يختار ما يريد منها.

-3 نجد دائما في الفريج من لديه القدرة على كتابة الرسائل، وكان القادر يتبرع - مجانا - بقراءة ما يريد جيرانه أن يقرأه لهم منها، وكان - ايضا - يكتب الردود نيابة عن جيرانه، وقد كان هذا أسهل للناس من ذهابهم إلى السوق، وبحثهم عن كاتب العرائض، وقضاء وقت طويل أمامه لكي يقرأ لهم ويكتب. وكنا قد أشرنا إلى كاتب العرائض فيما مر بنا من حديث.

-4 قام عدد من المسافرين بعمل هو أقرب ما يكون إلى أعمال دائرة البريد، فقد كان هؤلاء يجمعون الرسائل من الناس في مقابل مبلغ متفق عليه، ثم يقومون بإيصال الرسائل إلى أصحابها في الخليج والهند والعراق، وهم معذورون في ذلك، لأن شؤون البريد في الكويت وقت قيامهم بهذا العمل كانت رديئة وغير منتظمة، وفي سنة 1924م كتب الوكيل السياسي البريطاني في الكويت رسالة إلى الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت آنذاك قائلا: إن هذا العمل يتضارب مع أعمال دوائر البريد الرسمية في تلك الدول، ويرجو إيقافه. ولكنه استثنى حالات أهمها تلك التي يتم فيها إيصال الرسائل بلا مقابل مادي، وتكون لشؤون خاصة بين المرسِل والمرسَل إليه. وذكر في الرسالة ذاتها أن قوانين البريد تضع غرامة على من يخالف ذلك مقدارها خمسون روبية تتضاعف إلى خمسمائة روبية إذا عاد أحدهم إلى فعلته بعد عقاب سابق.
وقد أمر الشيخ بتطبيق القانون وعدم القيام بإرسال البريد الشخصي بين الأفراد بمقابل مادي.

وهكذا نجد أن المراسلات كانت من أهم ما يشغل الناس سواء أكان ذلك في كتابتها أم في إرسالها، فعليها الاعتماد الكلي في التجارة وفي التواصل الاجتماعي، ومنها قضاء الحوائج التي قد تخطر على بال أي واحد من المواطنين.

ونحن نستطيع اليوم أن نتخيل كمية ما كُتب وما أرسل من تلك الرسائل التي جرى حديثنا عنها، وذلك منذ أن بدأ الاهتمام بهذا الأمر، وهو اهتمام قديم كما رأينا، وهو يوحي بأن كمية الرسائل المتبادلة كانت كمية هائلة وكبيرة، بحيث لو جمعت لوجدنا فيها معلومات كثيرة جدا، وهي معلومات عن الحياة في الكويت طوال الفترة التي مرت، ولوجدنا فيها – ايضا - معلومات مهمة عن الأسر والأفراد في الكويت مما يُكَوِّنُ لنا تراثاً اجتماعياً مهماً.

ظ*ظ*ظ*

وبعد؛ فهذه تنويعات تضم نماذج لما جاء من الرسائل القديمة، منها الأهلي الخاص، ومنها التجاري، ومنها الحكومي، وهي تعبر عن الطريقة التي كانت المراسلات تتم بموجبها بين مختلف الاطراف في الكويت.

وفي الوقت نفسه؛ فانها ذات دلالة على ذلك الزمان من الناحية التاريخية والاجتماعية، ومن ناحية توافر عدد من ألفاظ اللهجة الكويتية التي لم تعد متداولة في الوقت الحاضر.

ولما كان ما استحضرناه من أنواع الرسائل ذا عدد كبير، فان من غير الممكن تقديمه كله، ولكننا نختار منه في هذا المقال ما يدل على المقصود مما كتبناه آنفاً.
أول رسالة نطرحها هنا هي الرسالة التي بعث بها الشيخ مبارك الصباح الى الوكيل السياسي البريطاني في الكويت في اليوم الثامن والعشرين من شهر رجب لسنة 1322 هـ (1904م). وهو في رسالة يطلب منه ضرورة حضور طبيب الى البلاد لأن الحاجة باتت قوية لمثل هذا الشخص، وقد كان نص الرسالة كما يلي:

«بسم الله تعالى..
من مبارك الصباح الى عالي الجاه قبطان ناكس بوليتكل ايجنت الدولة البهية الانجليزية في الكويت دام بقاؤه.
بعد السؤال عن عزيز خاطركم. وثانياً: يقتضي في بلدنا الكويت حكيم انجليزي. وذلك نراه من ألطاف الدولة البهية القيصرية، والحكيم يكون له الاطلاع بالحكمة والجروح والعلل، وذلك نافع لنا ولعموم رعيتنا. نرجوكم أن تعرفون عن ذلك ودمتم سالمين».

وفي اليوم الثامن عشر من شهر ديسمبر لسنة 1916م تسلم الشيخ جابر المبارك الصباح الذي حكم البلاد بعد والده الشيخ مبارك خطاباً من الوكيل السياسي البريطاني في الكويت واسمه: هاملتون يبلغه فيه عن خروج القائمين على ادارة (التيل) مع عمالهم، والتيل وسيلة اتصال سلكية قديمة. وكان البلاغ عن موعد الخروج وهو يوم الاربعاء اللاحق لتاريخ الرسالة، وهم في طريق العودة الى البصرة بعد أن قاموا ببعض الاصلاحات في الكويت، وكان خط التيل يبدأ في تلك البلاد وينتهي اليها عندما كانت تحت الاحتلال البريطاني. والوكيل البريطاني يتمنى في رسالته على الشيخ جابر المبارك ان يرسل معهم عدداً كافياً من الرجال المسلحين من اجل حمايتهم. وفي الرسالة قوله:

الى جناب الأجل الأمجد الأفخم حميد الشيم المحب الشيخ جابر المبارك الصباح دام بقاه.
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مع السؤال عن عزيز خاطركم دمتم بخير وسرور. بعد نخبر سعادتكم ان دائرة وعمال التيل أنهم يوم الاربعاء يرجعون الى البصرة براً عن طريق أم قصر، لحتى يكشفون التيل لئلا يكون فيه شيء فاسد، بناء عليه نرجوكم تعينون معهم من خدامكم المسلحين مقدار الكافي بموجب نظركم، وتعرفونا عن عددهم، وتجعلونا ممنونين. هذا ما لزم رفعه ودمتم سالمين محروسين».
22 صفر 1335 هـ مطابق 18 ديسمبر 1916م.

وهنا نستطرد بذكر ملاحظة مهمة قبل أن ننتقل الى الرسائل الأخرى التي سوف نقدمها هنا وذلك بما يلي:

كانت الرسائل الأهلية والتجارية بل والحكومية تكتب بخط اليد مهما كانت الجهة المرسلة إليها. فلم تكن في الكويت - آنذاك – آلات طابعة، وان وجدت فليس هناك احد يستطيع استخدامها والضرب عليها. وكانت الصفات الشخصية تغلب على كل رسالة من حيث تقديم التحيات والسؤال عن الصحة والسلام على الأصحاب.
أما من حيث اللغة، وسبك الأساليب فهي على غير ما جرت عليه الرسائل العربية من حرص على اتقان اللغة والعناية بسلامتها من أي خلل نحوي او غيره، وفيها الكثير من الأمور التي تدل على قصور كاتبها، لأن صاحب الشأن لم يكن يجد – آنذاك - الا هذا النوع المتخلف من الكُتَّاب، ولذلك فان كتاباتهم كانت تحتوي على كثير من النواقص والمثالب.

ولقد لاحظنا أن النموذجين اللذين قدمناهما مطابقان لما سبق أن أشرنا إليه عندما وصفنا الرسائل القديمة بما فيها ما كانت تصدره الحكومة، ولما كانت الرسالتان المشار إليهما قد صدرتا في وقت بعيد فقد جاءت بخط اليد، وبأسلوب أقرب ما يكون الى الاسلوب العادي.

أما الرسائل الأهلية فهي لا تخرج عن ذلك حتى ولو كانت تجارية أو شبه تجارية، فهي مثلاً لا تخلو من التحيات التي يسهب بها الكاتب لكي يرسلها إلى مُتلقي الرسالة وإلى جميع المحيطين به.
وفي مجال الرسائل الأهلية نقدم هنا هذه الرسالة التي تعبر عن تعاون النواخذة الكويتيين مع أمثالهم من نواخذة البحرين، وكان المرحوم العم داود سليمان الغنيم قد تلقى طلباً من صديق له هو النوخذة البحريني جمعة بن محمد الذي احتاج إلى قطعة لبوم يعمل عليه فلم يجدها في البحرين فكتب إلى صديقه الكويتي طالباً منه المساعدة في البحث عن هذه القطعة وارسالها على وجه السرعة. وكان الرجلان يتعاونان في تبادل الحاجات مما يستعمل في السفن، ولذا فقد كان السيد جمعة بن محمد يسأل العم داود عن قطعة مهمة لا غنى للسفينة عنها، وهي (الانجر) ونسميه في لهجتنا (الباورة). والرسالة التي بين أيدينا هي رد على الطلب، وهي لا تفصح عن سنة كتابتها ولكنها تحدد يوم 25 من شهر جمادى الأولى لذلك.

هذا وفي الرسالة ما يدل على حسن العلاقة بين الرجلين، وما يدل على التعاون التام بينهما، وما يوحي بقوة الصلة التي تجمع أبناء الكويت بأبناء البحرين، ولا شك في أن كثرة تبادل الرسائل والسلع من الأمور الدالة على متانة العلاقات التي لم تكن علاقات مصالح تجارية فقط بقدر ما كانت علاقات أخوة راسخة، ولعل كثرة أسماء المذكورين ضمن الفقرة التي يتم فيها السلام من خلال الرسالة من أشَدِّ ما يدل على تعارف وتآلف واسعين بين المتراسلين.

وهذا هو نص الرسالة التي تحدثنا عنها آنفاً:

إلى جناب عالي الكرم المكرم العزيز الأخ جمعة بن محمد سلمه الله تعالى آمين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومغفرته ومرضاته، وأزكى وأشرف تحياته. وبعد؛ أخي من طرف (البيورات) الذي وصيَّت محمداً (عليها) حَصَّلنا واحدة عند فلاح الخرافي وتزن 7.5 هندر، بعد ما وصلت. إن كان ما هي عوده عَرّفْنا. أوخذ حق شاهين بن محمد غانم في بوم بن عثمان عارية، إن كان وصل بوم بن عثمان البحرين شوفوا الباورة وحنّا نحصلها منه وحنا عندنا واحدة وزن 3 هندر، إن كان تصلح لكم نرسلها حتى.
ومن لدينا الأخ غنيم ومحمد يسلمون عليك وأنت سالم. والسلام.
وجاسم يسلم عليك وعمرك باقي والسلام.
المحب داود بن سليمان الغنيم

وفي الرسالة بعض الملاحظات التي نوردها فيما يلي:

- محمد المذكور هو العم محمد بن سليمان الغنيم شقيق كاتب الرسالة. والأسماء المذكورة لنواخذة وأصحاب سفن.
- عارية: تؤخذ للاستعمال المؤقت، واللفظ عربي فصيح.
- هندر: نوع من الأوزان القديمة الثقيلة.
- غنيم، هو الجد غنيم بن سليمان الغنيم، وقد جاء معه في السلام أخوه محمد المذكور سلفاً.
- جاسم هو ابن العم محمد.

ظ*ظ*ظ*

وفي سنة 1342هـ (1923م) كانت لأسرة الحمد الكريمة مكاتب تجارية في أكثر من بلد منها مكتب في عدن، وهذه رسالة من النوع الأهلي التجاري كتبها يوسف العبداللطيف الحمد من عدن إلى أخيه خالد العبداللطيف الحمد يخبره ببعض المعلومات عن العمل وعن بعض الأخبار المتعلقة بالسفن الكويتية التي تمر هناك ويلاحظ فيها مدى قوة العلاقة الأسرية والاحترام المتبادل بين الأخوين، وفي الرسالة عبارات تدل على ذلك منها قوله: «سيدي الأخ العزيز خالد» وقوله: «سرتنا صحتكم وكامل شرحكم كان لدى مملوككم معلوم» وفي مجال العمل التجاري نراه يشرح كافة الأمور من ذكر البضائع والسفن الكويتية العابرة وأصحاب السفن ومواعيد وصولها وكل ذلك مشفوع بعبارات الدعاء بالخير والبركة للجميع.
والخلاصة أن هذه الرسالة كانت بمثابة تقرير عن سير العمل يرسله دورياً لإخبار أخيه بالمستجدات.
وهذا هو نص الرسالة:

«جناب الأجلّ الأمجد الأفخم حضرة سيدي الأخ العزيز خالد ابن سيدي الوالد عبداللطيف الحمد المحترم.
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام، مع السؤال عن عزيز وشريف خاطركم دمتم بخير.
تقدم خلافه رقم 15 منه، وبه اللازم بوقته، الأمل مع هذا لديكم، وجنابكم يتخيَّر. تشرفنا بتحريركم العزيز رقم 13 منه أسرَّتنا صحتكم وكامل شرحكم كان لدى مملوككم معلوم، وصول عبْيد، طرش إلى المكلا إن شاء الله المذكور وصل لطرفكم بالسلامة وبعتوه تمره بأقيام عالية، والإفادة من جنابكم قادمة. أحسنتم الإفادة عن أسعار طرفكم لازلتم تفيد بكل خير. سيدي: نفيد جنابكم (المباركي) نوخذاه مال الله حمله 3600، لبودي ابتاع منها 1000 (3600/700) وخلافة ما من خشب وباقي عندنا من تمور الخشب، فيا سيدي بور بندر هالسنة جداً الاندراج (فيها) سقيم، ربنا يحرك الأسباب المباركة لعباده، وأما براول، ما بها تمور فقط الذي يرد بالمراكب والاندراج طيب والاقيام صـ7/14، وكراجي ما بها تمو والأقيام إذا يصل شيء صـ15/4 صافي. سيدي، المقبل لنا بوم غانم، وغلوم وملا أحمد وبورحمة والتورة والتناكسير عدد، وكواتي عدد، وعلي العبدالله ولد غنيم لطرفكم والمذكورين لهم يوم 15/17 من سافروا إن شاء الله عن قريب نحظى بوصولهم بالسلامة ويوافقون الكرامة من رب العالمين. سيدي، وردنا تعريف من دبي وبه يفيدون عن وصول الاخوان سليمان وعلي ومعهم 900 قوصرة، وبيعهم 5/9/5 فلابد سيدي أخ الكريم أفادكم عنهم.
هذا ما لزم. سلامنا للعم سليمان وولده وجاسم بن شاهين وأولاد حسن بن علي. ودمتم.
يوسف العبداللطيف الحمد

هذه الرسالة معبرة ومشابهة لما وصفناه سابقاً، ولعل من المستحسن أن نعرض بعض النقاط حولها:

-1 تظهر الرسالة وضع المكتب الذي يتلقى المعلومات ويستقبل السفن من عدة موانئ منها ميناء براول وميناء كراجي. وهي تتحدث عن البضائع المعروضة ومصادرها وأسعارها.
-2 ذكر عدداً من السفن وقال إن منها سفينة علي العبدالله ولد غنيم، وهو يقصد العم عبدالله بن غنيم السليمان الغنيم. وذكر التناكسير وهم قوم من بلد يسمى تنكسير في بر فارس.
-3 من أنواع تعبئة التمور ذكر (القوصرة) وهي كمية كبيرة أكبر من القلَّة. وهذه مكونة من سعف النخيل على هيئة مستديرة ثم تربط من أعلاها.
-4 وردت ثلاث كلمات تحتاج إلى بيان معنى وهي:
طَرَش: سافر، والسفرة: طرشة.
الخشب: السفن.
الاندراج: البيع بسهولة.

ظ*ظ*ظ*

وهذه رسالة أخرى من محمد بن سالم السديراوي، وكان من أشهر أصحاب المكاتب التجارية في الهند. وقد أرسل رسالته هذه من بومبي في اليوم الحادي والعشرين من شهر جمادي الثانية لسنة 1343هـ (الموافق 1925/1/16م).
وكان إرسالها إلى البحرين باسم السيد محمد العبدالعزيز العواجي وإخوانه، وهؤلاء لهم مكتب تجاري مهم في البحرين يعملون به معاً في البيع والشراء على نطاق واسع ويتعاملون مع عدد كبير من تجار الكويت، وأحد هؤلاء التجار هو الذي أرسل هذه الرسالة التي تحدثنا عنها وسوف نعرضها أدناه. وهي تدل على ما فيها، كما تدل على الثقة المتبادلة بين تجار ذلك الزمان:

حضرات الأجلاَّء الأماجد الإخوان محمد العبدالعزيز العواجي وإخوانه المحترمين دام مجدهم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. والسؤال عن صحتكم لازلتم في أحسن صحة وأسَرِّ حال. بأبرك وقت وردنا كتابكم العزيز رقم 8 الجاري، وأسرنا سلامتكم، وكامل شرحكم صار معلوم، وبخصوص الدراهم التي أرسلتوها لحساب الشلفان، وأنكم بنفسكم عادِّينها، ولا عندكم شك في حسابها، قد اعتمدنا عدّكم، وقيدنا المبلغ لحساب الشلفان، وأشعرناه بذلك.
نشرة أسعاركم وصلت، ونشكركم على إرسالها، ونشرتنا بطيّه، شرفونا باللازم، وسلامنا إلى الأولاد والعزيز لديكم وحنا والأولاد يُسلمون، والباري بحفظكم والسلام.
محمد سالم السديراوي

ظ*ظ*ظ*

وفي آخر الرسائل التي أردنا ذكرها هنا رسالتان لهما موضوع واحد ولكنه مختلف عما سبق من موضوعات. فهما رسالتان شخصيتان إلى حد كبير، وقد كتبها رجلان من أهل المعرفة والأدب وتطرقا فيهما إلى مثل ذلك.

وقد تم تبادل هاتين الرسالتين بين الشيخ أحمد خميس الخلف والخال الشاعر داود سليمان الجراح رحمهما الله. وقد ذكرت شيئاً عن ذلك في كتابي «الشاعر داود سليمان الجراح، حياته وشعره» ولا بأس من تقديم شيء من ذلك هنا.

والشيخ أحمد الخميس رَجُلٌ من علماء الكويت المعروفين وهو من أصحاب الشاعر داود الجراح، وكان زميل دراسته عند الشيخ عبدالله الخلف الدحيان خال الشيخ أحمد.

وكانت بين الرجلين مراسلات واتصالات. وعندما يسافر الخال داود في إحدى سفراته كان الشيخ أحمد يكثر من توجيه السؤال عنه إليّ، فكنت أخبره بما لديّ من معلومات عنه، وقد أدت صلة الشيخ بالشاعر إلى محاولته نظم قصيدة، وكانت محاولة قدم لها بكلمات قال فيها:

«وصلني كتابك المؤرخ 12 الجاري، وسرني خطابك، وملأني أنسا، وطيَّب لي نفسا، لإفادته التامة على صحتك الغالية وآنسك، أتمنى وقد أفدت وأحسنت وأجدت عما ذكرت في الحفاوة والإكرام من الشيخ عبدالله الجابر فهو جدير بذلك وأنتم أهل، وما عندك من الشوق فعندنا أضعاف أضعافه، وما جادت به شاعريتكم في شعركم الموزون لا فُضَّ فوك، ولا عدمك بنوك، وقد تطفلت على الشعر بأبيات مجاوباً تدل على الشعور، فأرجو تكرما قبولها مع غض الطرف والسلام».
كانت هذه الرسالة مؤرخة في اليوم السابع والعشرين من شهر فبراير لسنة 1957م، وقد توفي الشاعر في السنة ذاتها.

ومن رسائل الشاعر داود سليمان الجراح إلى الشيخ أحمد الخميس الرسالة التي بعث بها إليه وهو بالهند في اليوم الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول لسنة 1365م الموافق لليوم الخامس والعشرين من شهر فبراير لسنة 1946م، وفيها يقول:

«تهنئني لكم بقدومكم من بيت الله الحرام راجياً المولى أن يجعله حجا مبرورا وذنباً مغفوراً وأن يتقبل منكم مناسككم.
وثم أعزيكم بفقيد العلم والأدب والزهد والورع وخاتمة العباد والنساك الشيخ يوسف بن حمود فرحمة الله عليه رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنته والهمنا وإياكم وذويه جميل الصبر والعزاء، وإنا لله وإنا إليه راجعون، نحن إن شاء الله سنتوجه لطرفكم بأول باخرة تتعين للخليج، هذا وسلامي عليكم والولد عبدالله، وأرجو إبلاغ سلامي كافة الأصحاب ومن ضَمَّهُ مجلسكم الشريف والباري يحفظكم».

ظ*ظ*ظ*

ولد الشيخ أحمد الخميس الجبران الخلف في سنة 1893م، درس على يد خاله الشيخ عبدالله الخلف، وألحق باسمه لقب الخلف تيمنا بولي أمره، وأستاذه. درس في خارج الكويت، وكانت رسائل خاله تتوالى إليه بالنصح والتوجيه.

وحين انتهى من دراسته صار مدرساً في مدرسة النجاة في الزبير، ثم عاد إلى الكويت ليعمل في مدرسة خاصة أنشأها بالاشتراك مع الشيخ عبدالملك الصالح، وكانا يدرِّسان معا – قبل ذلك – في المدرسة المباركية، ثم دَرَّسَ الشيخ أحمد الخميس في مدرسة السعادة التي أنشأها المرحوم شملان بن علي، وكان عضوا في المجلس البلدي سنة 1938م، ثم صار قاضياً في اليوم الثاني عشر من شهر أبريل لسنة 1961م، وتتدرج حتى صار مستشاراً بمحكمة الاستئناف العليا. وكان في القضاء قبل أن تقوم الدولة بتنظيمه، وتم تعديل وضع الشيخ اعتباراً من سنة 1961م كما أشرنا. وكان إماما وخطيباً لمسجد البدر يحرص الناس على متابعة خطبه والصلاة خلفه.
توفي في شهر يوليه لسنة 1974م، رحمه الله.

أما الشاعر داود سليمان الجراح، فقد أبدع في شعره كثيراً وتناول موضوعات عدة، ولكن الجانب السياسي هو الغالب عليه وإن كان يغطيه بسواتر تجعله شعرا غير مباشر للمسائل التي كتب عنها الشِّعر.

نشأ في بيت علم، ودرس مع أخيه الشيخ محمد سليمان الجراح النحو والفقه على أيدي عدد من العلماء في عصرهما، وكان من أولئك العلماء الشيخ عبدالله الخلف الدحيَّان، العالم والمصلح الكويتي الشهير، والشيخ أحمد عطيه الأثري.

وكانت للشاعر رحلات إلى الهند ودول الخليج والعراق، وذهب إلى الغوص على اللؤلؤ كما كان أقرانه يعملون آنذاك، وله قصيدة جميلة ذكر فيها رحلته هذه، كما أن له قصيدة أخرى ذكر فيها هوايته لصيد السمك (الحداق).

ظ*ظ*ظ*

هذه نماذج قدمناها قاصدين إيضاح الصورة التي كانت عليها الرسائل التي يكتبها الكويتيون في السابق، ولا شك في أن الأمور تغيرت كثيراً الآن وذلك من عدة نواح فقد تَغيَّرت الأساليب ودخلت الطباعة وتطورت أنواع الإرسال مما يَسَّرَ الأمور، وقرّب الناس في اتصالهم.




المصدر

https://alwatan.kuwait.tt/mobile/mar...rquarter=20133
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الكويت القديمة و الكويت الحديثة في بطاقات بريد و صو ر متنوعة .. سمو حوران الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 2 11-11-2016 05:52 PM
صور للحلي القديمة في الكويت سمو حوران المعلومات العامة 4 31-03-2014 09:12 AM
النقع القديمة في مدينة الكويت AHMAD التاريـــخ البحـــري 18 18-08-2013 02:58 PM
مناطق الكويت القديمة عتيج القسم العام 1 15-12-2008 09:56 AM


الساعة الآن 06:16 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت