رغبه منه في التشجيع وانفتاح الأجيال الجديدة على الموروث والتراث الشعبي باعتباره رافدا أساسيا من روافد الهوية الكويتية، قام المؤرخ والباحث سيف مرزوق الشملان، ويرافقه فيصل الشملان وعلي الكندري وعبدالعزيز العبيدي بزيارة ديوان ومتحف الباحث عن التراث عبدالله بن ناصر، وكان في استقباله عدد كبير من الاعلاميين والمساهمين من الشباب في الحفاظ على التراث والتاريخ الكويتي الذي قضى من أجله العم بومرزوق فترة طويلة من عمره في جمعه وتوثيقه.
وتبادل بومرزوق الأحاديث الودية مع الحضور، وأكد أهمية القراءة وتكرار القراءة للباحث للتأكيد على المعلومة والمساعدة على الفهم وصقل الذاكرة، كما تحدث عن دور الاعلام ودور المرحوم الشيخ جابر العلي الصباح حينما كان وزيرا للاعلام في الحفاظ على الموروث الكويتي، من خلال الفرصة التي قدمها له، ليعد برنامجا تراثيا يلتقي فيه مع رجال الكويت حفظة التاريخ. وكان من ضمن الذين التقاهم النوخذة مبارك بن ناصر عام 1966 الذي اشتهر بحفظ التاريخ عن غيب.
ورغم ان الباحث عن التاريخ عبدالله بن ناصر تربطه صلة نسب وعلاقة عائلية مع العم سيف مرزوق الشملان، الا ان المؤرخ الباحث بومرزوق لم يكابد التعب، ويتفضل بالزيارة فقط من أجل الرباط العائلي، بل كان تصميمه على دخول الديوان والمتحف رغبة في تشجيع الشاب ورغبة في البحث عن الأوراق الرسمية والثبوتية لتوثيقها، وللاطلاع على كم ونوع المجموعة التي بحوزة بن ناصر الذي تخصص في جمع المخطوطات والوثائق الكويتية القديمة، وقد بدت علامات الفرح والسرور على محياه واضحة لشعوره بوجود أياد تسعى لحفظ أي ورقة تمت الى التاريخ، فأحيانا قد نمتلك ورقة، ولكن هذه القصاصة قد تخفي وراءها قصة وحكاية تلاقي من يتذكرها.
رحم الله تعالى الرمز الكبير المؤرخ المعطي للكويت سيف مرزوق الشملان الرومي .عمل عشرات السنين الطويلة لرصد تاريخ الكويت الأبية في بداية القرن الماضي الميلادي الى التاريخ القديم والحديث. 👍🙏🙏
تصدرت صورته - المرحوم باذن الله سيف - غلاف مجلة تراثنا ، في عددها رقم (88) الصادر في ديسمبر 2023 ، حيث باشرت نشر أولى الحلقات تحت عنوان (مؤلفاتي) ، وفيما يلي مقدمتها يكتبها العلامة المؤرخ الشملان عن نفسه وسيرته وكيف وصل إلى هذه المرتبة ،نشرتها له مجلة (الهدف) الكويتية في عدد بخاص بعيد الفطر صدر في 11 ديسمبر 1969م ، وذلك بمناسبة مغادرتهم بيتهم القديم (1)(فريج الشملان في شرق)، كما نوه الشملان نفسه ، فيقول * :
طالما قال لي الاخوان لماذا لم تطبع مؤلفاتك التي تحدثت عنها في مقدمة كتابك (من تاريخ الكويت) بعد هذه المدة الطويلة عشرة أعوام التـي انقضت على طبع كتابك الأول ، وبعده لم تطبع شيئا سوى نشر المقالات فقط ، والحقيقة أنني أشارك الاخوان قولهم هذا في انني لم أطبع أي مؤلف من مؤلفاتي طيلة هذه المدة المديدة.
أوراق متناثرة
ويقول : كم أتألم عندما أشاهد مؤلفاتي وهي عبارة عن مجموعة الأوراق متناثرة هنا وهناك في مكتبي ، والذي يزيد الطين بلة أنني بعد كل مدة أكون قد نسيت البحث الدقيق الذي طرقته من قبل وعندما أعود إليه تارة أخرى أتعب كثيراً في جمع المعلومات مرة ثانية.
مرزوق سيف الشملان في شبابه
ويستطرد الشملان موضحاً : هناك سببان حالا بيني وبين طبع مؤلفاتي هذه . والسببان هما :
الأول : حالتي الصحية لا تساعدني كثيراً على البحث والاستقصاء زيـادة على ما كتبت في مراجعة المصادر العربية القديمة والحديثة ، وفي أخذ المعلومات من الأشخاص المطلعين ، وكذلك في كتابتها ، كما أن المقالات التي كنت أنشرها شغلتني كثيراً عن إنجاز هذه المؤلفات أيضا.
الثاني : حالتي النفسانية متعبة من جراء مرض الوالدة حفظها الله بالقلب وكذلك مرض الجدة حفظها الله بالقلب وتصلب الشرايين ودخولهـا المستشفى الأميري مرتين وهي بحالة خطرة جداً، ولا زالت حتى كتابـة هذه السطور مريضة طريحة الفراش .
انقضت سنة كاملة وأنا لم انته بعد من مؤلفي هذا (الألعاب الشعبية الكويتية) بسبب الشواغل. والإطالة والاستقصاء في البحث ولو كـان موجزاً لانتهيت منـه.
كتاب الألعاب الشعبية الكويتية للمؤرخ مرزوق سيف الشملان - يرحمه الله
وعن مؤلفاته وإصداراته يقول : تنقسم مؤلفاتي الى قسمين: المطبوعة ، وغير المطبوعة ، وأنا أذكرها ليطلع عليها القارئ الكريم . وليعلم أنني طيلة هذه المدة وأنا أعمل ولكن – مع الأسف الشديد – دون ثمرة .
تنقسم مؤلفاتي إلى قسمين ، المطبوعة ، وغير المطبوعة ، وأنا أذكرها ليطلع عليها القارئ الكريم ، وليعلم أنني طيلة هذه المدة وأنا أعمل ولكن – مع الأسف الشديد – دون ثمرة .
أ- المطبوعة :
من تاريخ الكويت للمؤلف سيف مرزوق الشملان - يرحمه الله - صورة للغلاف الداخلي / طبعة 1959م
صورة للغلاف الداخلي / طبعة 1959م
1- من تاريخ الكويت : طبع القاهرة عام 1959م ، يقع في 376 صفحة عدا الصور ، ونفذ الكتاب منذ مدة طويلة ، وسوف اطبعه بإن الله طبعة ثانية ، وستكون منقحة ومزيدة ، مع التقاريظ للكتاب من كبار الأدباء والكتَّاب .
2 – دول الخليج العربي وإماراته : رسالة صغيرة مطبوعة في بغـداد عام 1965. عبارة عن بحث قدمته لمؤتمر الادباء العرب الخامس الذي عقد في بغداد في الفترة من 15 – 25 فبراير 1965 وكنت عضواً في وفد دولة الكويت للمؤتمر.
3 – الألعاب الشعبية الكويتية: الجزء الأول . وهو هذا الكتاب .
ب ـ المعدة للطبع ، والمخطوطة ، والتي هي قيد الدرس والتحقيق، والمقالات ..
كتاب الألعاب الشعبية الكويتية -الحزء الأول - لمؤلفه سيف مرزوق الشملان ، يرحمه الله الطبعة الثانية
الحزء الأول – الطبعة الثانية
1 – الألعاب الشعبية الكويتية : الجزء الثاني : سأقدمه للطبع قريباً. وأوله حرف الراء (رامي) .
2 – تاريخ إمارة قطر :- الجزء الأول :،وقد نشرت قسماً كبيراً منـه في مجلة ( البعثة ) الكويتية من عام 1952 – 1954 م. يتضمن جغرافية قطر ، وتاريخها منذ القديم حتى سقوط الدولة العباسية سنة 656هـ – 1258 م . والجزء الثاني من هذا التاريخ حتى الوقت الحاضر .
3 – تاريخ علم الكويت : مجموعة من المقالات عن تاريخ علم الكويت نشرتها في جريدة ( الشعب ) الكويتية عام 1958 م. وانقطعت عن الكتابة بعدما أغلقت الحكومة الجريدة . والمقالات محفوظة في ملف خـاص وتنقصها بعض المعلومات في النهاية .
4 – الكويت وعبدالكريم قاسم : مجموعة من المقالات التاريخيـة نشرتها في جريدة ( الهدف ) عام 1961 م بعد مطالبة عبدالكريم قاسـم بالكويت. رداً على مزاعمه الباطلة . وتوقفت عن نشرها لأسباب . وهي محفوظة لدي . وتنقصها بعض المعلومات في النهاية.
ه – مجموعة مقالاتي : منذ عام 1955 م نشرتها في الصحف الكويتية وتبحث في التاريخ ، والأدب ، والاجتماع ، والسياسة ونحو ذلك … وستكون في مجلد كبير بعد جمعها . وأول مقال كتبته كان تاريخياً بعنوان (الأعمى المنتحر ) وأعني به الشيخ ( رحمة بن جابر الجلاهمة) الذي تبحر عام 1242 هـ. كتبت هذا المقال صيف عام 1950 لمجلة ( البعث ) الكويتية وأغلقت المجلة ولم ينشر المقال .
6 – خطابات مفتوحة : منـذ عام 1963 م وأنا أنشر في الصحف خطابات بأسماء صاحب السمو الأمير ، وسعادة رئيس مجلس الوزراء. والوزراء. حول تاريخ الكويت والكويتيين وآخر خطاب نشرته في شهـر سبتمبر 1969 باسم وزير الإرشاد والأنباء .
7 – من أشعار صقر الشبيب : صقر الشبيب من أشهر شعراء الكويت توفي عام 1963 م وقد نشرت بعد وفاته مقالات في جريدة (الوطـن) الكويتية عن حياته وشعره.
لدي مجموعة كبيرة من أشعار صقر الشبيب قالها في جدي شملان بن علي آل سيف ، وفي ابنيه الحاج محمد وعلي الذي استشهد في معركة الجهراء 1920 م رحمهما الله. وكلها مدحا ، وعتابا ، واستعطافا، ورثاء. ومجموع عدد الابيات الشعرية لصقر (720) بيتا. وسأضع لهذه الأشعار كلمة مطولة عن حياة صقر وشعره .
8 – أشعار كويتية : مجموعة كبيرة من الشعر لعدد من شعراء الكويت شعراء العربية ، وشعراء النبط (الشعر العامي) .
شعراء العربية هم (صقر الشبيب ـ الشيخ يوسف القناعي الشيخ عبدالعزيز الرشيد (صاحب تاريخ الكويت) الشيخ عيد بن بداح المطيري ـ الشيخ عبدالعزيز ـ الشيخ عبدالعزيز بن حمد آل مبارك ـ زين العابدين بن حاجي حسين ـ الشيخ محمد عبدالعزيز الفارسي ـ ملا محمد صالح ـ عبدالله بن سيف آل سيف ـ السيد عبـاد السيد عيسى مطر – الشيخ عبدالعزيز بن عكاس ـ الشيخ عبدالمحسن أبا بطين ـ السيد راشد السيف – السيد أحمد البشر الرومي ـ محمد بن حمد الرومي) رحمهم الله.
هؤلاء هم شعراء العربية وعدد أبيات شعرهم (1530) بيتاً .
شعراء النبط هم فهد بن راشد بورسلي ـ المرحوم عبدالله اللوغاني ـ حسين بن مجرن ـ علي بن مرهون ـ بجاد الخالدي – حزام بن حماد الخالدي ـ المرحوم عبدالرحمن بن شريدة العصفور ـ رحمهم الله أحد بني خالد ـ وشعراء غيرهم غير مذكورة أسمائهم على قصائدهم . ومجموع عدد أبيات الشعر النبط نحو مائتـي بيت . وتوجد قصائد عربية ونبطية مغفلة بدون ذكر اسم الشاعر وقد أشرت اليهـا .
عثرت على هذه القصائد في دواليب مكتب جدي : وبين أكيـاس الرسائل والأوراق . وهناك قسم كبير منها أعطانيه العم محمـد وأكثرها لصقر الشبيب كما ان الأستاذ راشد السيف أعطاني بعـض القصائـد .
سوف أطبع هذه الأشعار في كتاب خاص بها . مع مقدمة لهـا وترجمة لحياة كل شاعر مع صورته .
وفي الحلقة الثالثة يستكمل - المرحوم باذن الله سيف - الحديث عن مؤلفاته فيقول :
رسائل حساسة لن أنشرها !
9 – من نفائس الخبايا : في تاريخ الكويت . مجموعة كبيرة من الرسائل لأمراء الكويت ، ولرجالها البارزين . حول أحداث الكويت وأخبارها . وعثرت على هذه الرسائل والأوراق والعرائض ونحوها فـي دواليب مكتب جدي شملان وبين أكياس الرسائـل وتعبـت كثيراً في الحصول عليها . وسأطبعها باذن الله في كتاب خاص بها مع صورها وترجمة لأصحابها . وتعليق عليها . وفيها أخبار عن تاريخ الكويت تنشر لأول مرة.
وهناك رسائل لن أنشرها معها لأنها حساسة جدا. وليس من المصلحة العامة نشرها . وتاريخ هذه الرسائل منذ عام 1310هـ – 1892م إلـى عـام 1360هـ – 1941 م .
رسائل ملوك وشيوخ
الى جانب هذه الرسائل لأمراء الكويت ورجالها فهناك رسائل أخرى للملك عبدالعزيز آل سعود ـ الشيخ خزعل خان حاكم عربستان ـ الشيخ قاسم بن ثاني حاكم قطر – الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة حاكم البحرين بن عبدالوهاب من زعماء الخليج العربي – الشيخ عبد الوهاب الزياني من زعماء البحرين – الشيخ سعيد بن مكتوم حاكم دبي – الشيخ محمد بن دلموك من كبار تجار اللؤلؤ في دبي – ضاري بن طوالة من زعماء قبيلة شمر ـ غضبان البنيان من كبار زعماء قبائل عربستان ـ الشيخ عبدالعزيز الثعالبي الزعيم التونسي المعروف ـ الشيخ حافظ وهبة المصري الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين – الشيخ محمد الخضر الشنقيطي من العلماء ـ الشيخ محمد بن عياش البغدادي من العلماء ـ الشيخ محمد الشنقيطي من العلماء ـ سليمان فيضي المحامي المعروف في البصرة – الشيخ عبد العزيز العلجي من علماء الاحساء المشهورين الشيخ عبدالعزيز حمد آل مبارك الاحسائي وأفراد أسرته ـ الشيخ عبدالعزيز بن عكاس علماء الاحساء ـ الشيخ نجم الهندي – الشيـخ حسن بن عمـران المصري . وغيرهم من العلماء والأعيان . وكذلك من الصحافيين أيضاً.
اعتمدت على بعض هذه الرسائل في كتابي (من تاريخ الكويت). كما جعلتها مصدرا لكتابي وتحدثت عنها في الكتاب من صفحة 11 – 14 .
10 – رسائل الشيخ يوسف بن عيسى القناعي : الشيخ يوسف أشهر من أن يعرف ، فله الأيادي البيضاء على المشاريع الخيرية في الكويت ولدي مجموعة كبيرة من رسائله منذ عام 1330 هـ – 1912م إلى عـام 1963هـ – 1944 م، وفي هذه الرسائل الشيء الكثير عن أخبار الكويت وأحداثها ، وهي مرتبة ترتيباً حسناً ، كما أن في هذه الرسائل مداعبات وأبيات من الشعـر .
كان الشيخ يوسف يرتبط بصداقة قوية مع جدي شملان فأرسل إليه هذه الرسائل . وكان وفياًً له بعد إفلاسه فقام بالواجب خير قيام .
11 – من أعلام الكويت – شملان بن علي آل سيف حياته وأعماله: يتضمن حياة جدي شملان المتوفي عام 1364 هـ – 1945 م وهو من كبار تجار اللؤلؤ في الكويت ، وقام بأعمال جليلة لخدمة الوطن والمواطنين . وكذلك سأذكر ما قيل في مدحه ورثائه من أشعار ، مع بعض الرسائل الهامة المتبادلة بينه وبين الملوك والأمراء والزعماء والعلماء ..
12 – تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي – الجزء الأول : بدأت بجمع المعلومات لهذا الكتاب منذ عام 1955م، وفي عام 1963م، قمت بجولة طويلة في إمارات الخليج العربي وجمعت المعلومات عن الغوص والغواصين ، كذلك راجعت المصادر العربية القديمة ، فيها أخبار عن اللؤلؤ ، والغوص على اللؤلؤ ، وفي عام 1964 اتصلـت بوساطة الرسائل بعدد كبير من الأدباء الكبار في البلاد العربية حـول الموضوع ورد اكثرهم على رسائلي إليهم/ والكتاب مزين بالصور .
13 – أخبار البادية : في عام 1954 م كتبت بعض المقالات الطويلة حول البادية ورجالها البارزين ، ومع الأسف الشديد فإن تلك المقـالات فقدت مني بلبنـان صيف عام 1954 م ولم يبق لدي منها سوى بضـع مسودات عنها لا تغني شيئا ، ومن الصعوبة كتابتها كالأولى تارة أخرى ، زد على ذلك أن المصدر الشفوي الهام لتلك المقالات انتقل إلى رحمة الله وهو (ادهام بن مثقال الظفيري) رحمه الله المتوفي في شهر يولية 1954 م وكان شاهداً عياناً لتلك الأحداث، تحدثت في تلك المقالات عن الوفاء ، تحدثت عن زعيمين من زعماء قبائل العراق اشتهرا بالوفاء وهما (عقوب بن عفنان) و(صنيتان بن نايف بن اسويط) رحمهما الله من زعماء قبيلة (الظفير) . وكان عنوان هذه المقالات (سموألا القرن العشرين) .
فارسا القرن العشرين
كان لدي نية أن أكتب مقالات أخرى تحت عنوان (فارسا القرن العشرين ) وأعني بهما الأمير (عبدالعزيز المتعـب الرشيد) حاكم نجد ، كان فارساً لا يشق له غبار ، وكان مغواراً ، قتل في الملك عبد العزيز آل سعود سنة 1324 هـ – 1906 م. والثاني (تريحيب بن شري ابن ابصيص المطيري) كان من الفرسان المشهورين قتل في مطلع شبابه عام 1319 هـ – 1902 م.
14 – الألفاظ التركية ، في اللهجة الكويتية : في اللهجة الكويتيـة ألفاظ تركية دخيلة وهي كثيرة العدد ، وذلك نتيجة لاستيلاء الدولـة العثمانية على البلاد العربية أربعمئة سنة إلى سقوط الدولة العثمانيـة 1918 م .
تحدثت عن بعض هذه الألفاظ في كتابي (من تاريخ الكويت) مـن صفحة 64 – 70.
15 – سقوط الدولة العثمانية 1918 : الدولة العثمانية دولة إسلامية كبيرة استولت على أجزاء كبيرة من أوربة ونشرت فيها الإسلام ، وناصبها الغرب العداء حتى سقطت بعد خروجها من الحرب العظمى مهزومـة فاستولى الغرب على أملاكها عام 1336 هـ – 1918م .
الدولة العثمانية والحرب العظمي
في خريف عام 1950 م طلب مني (عبدالله بن علي الصانع) رحمه الله من أدباء الكويت الباحثين وشعرائها أن أكتب مقالا لمجلة (الكويت) التي كان يتولى رئاسة تحريرها ، فكتبت مقالاً عن دخول الدولة العثمانيـة الحرب العظمى وبعد ذلك عن سقوطها والمقال بعنوان (الأتراك والحرب العظمى) كتبت المقال في جزأين وعندما اردت ان اعطيه عبدالله الصانع رحمه الله احتجبت المجلة فظل المقال في حوزتي وهو ثاني مقال أكتبه .
16 – صفحات من تاريخ الكويت (برنامج تلفزيوني) : كنت أعده بنفسي وأقدمه من تلفزيون الكويت ثلاثة أعوام 1966 – 1968 م علـى شكل مقابلات أجريتها مع رجال الكويت المسنين ، وعدد المقابلات هـذه يربو على الثلاثين مقابلة ، ومع هذه المقابلات ردود على أسئلة المشاهدين حول تاريخ الكويت بعد كل دورة من دورات البرنامج ، وقد انتقل الى رحمة الله عدد من هؤلاء الرجال الذين أجريت معهم المقابلات . وظلت مقابلاتهم محفوظة بالتلفزيون . ولها أهميتها الكبيرة في المستقبل .
سوف أعمل باذن الله على جمع هذه المقابلات في مجلد كبير . وكذلك ردودي على الأسئلة في كتاب آخر . مع صور هؤلاء الرجال .
في الحلقة الرابعة يستكمل الشملان الحديث عن مؤلفاته فيذكر الآتي منها :
17 – الكويت قبل الزيت : عن الكويت والحياة فيها قبل ظهـور الزيت . وقبل أن تتطور هذا التطور المفاجئ الذي شمل جميع نواحـي الحياة فيها . وسبق أن نشرت بعض المقالات حول هذا الموضـوع . وسيكون الكتاب مزيناً بالصور القديمة عن الكويت . مع احصائيــات و بيانات و نحو ذلـك .
18 – عبدالله الفرج ـ حياته وشعره : عبدالله الفرج شخصية فريدة في تاريخ الكويت توفي عام 1901 م . كان شاعراً، أديبـاً ، فنانـاً، موسيقياً ، ملحناً . وكان ظريفاً ومن أرباب الهوى والطرب . انفق أمواله كلها في سبيل اللهو والطرب . سأتحدث عنه ، وعـن شعره، العامـي والعربي . وله ديوان شعر عامي مطبوع طبعة ثانية شرحه وحققه ابن عم الشاعر الأديب (خالد محمد الفرج) رحمه الله.
19 – طيور الربيع في الكويت . أنواعها وطرق صيدها : أنا من هواة صيد الطيور منذ الصغر . ولهذا فسوف أضع باذن الله كتاب عن الطيور التي تأتي إلى الكويت في طريق هجرتها . سأتحدث عنهـا وأنواعها . وكذلك عن طرق صيدها . وكل طائر منها له ترجمة خاصـة وصورة ملونة . وتحدثت عن الطيور وصيدها في كتابي هذا حديثاً موجزا.
20 – الحَمَّامِيْ ملك طيور الربيع، تسميه العرب (الشّرد) - بل هو الصرد - : الحمامي طائر من الجوارح معروف . تحدثت عنه في كتابي هذا من 212 – 220 وسأضع كتاباً خاصاً عنه مع صوره . وأنا من هواة صيده وتربيته .
21 – عنترة بن شداد العبسي ـ حياته وشعره : كنت منذ الصغـر مولعاً بقراءة أشعار عنترة وكذلك قصته الشهيرة . وأول ديوان شعــر قرأته وحفظت أكثره كان ديوان عنترة وذلك بعدما عرفت القراءة حوالي عام 1937 م . وبعدما اطلعت على كتب الأدب أخذت اتتبع ما كتب عـن عنترة وشعره قديماً وحديثاً ، على نية أن أجمع هذه المعلومات في كتاب .
22 – ماذا لعب رقما 8 – 9 في تاريخ الكويت : كتاب صغير عـن الأحداث التاريخية الكبيرة التي حدثت في الكويت سنة 8 أو سنة 9 نهاية العام الهجري ، والعجب أن كثيراً من أحداث الكويت حدثت بهذا العدد ، وهذا مما يلفت النظر ، وبعض الأعداد أو الأرقام لها مدلولها وهذا شيء معروف ومسطر في الكتب .
من الأحداث الكبيرة سنة الطبعة 1288 هـ سنة الرجبية (وهي مطر غزير نزل في شهر رجب 1289 هـ ) معركة الصريف 1318هـ. معركة هدية 1328هـ معركة حمض 1338 هـ . بناء سور الكويت الأخير 1338 هـ . معركة الجهراء 1339 هـ حادثة المجلس التشريعي 1358 هـ. وفاة الشيخ أحمد الجابر 1369 … الخ .
أوراق متناثرة هنا وهناك
هذه هي المؤلفات التي تعبت من أجلها تعبا شديداً . فراجعت مصادر عـدة عربية قديمة وحديثة ، وأخذت المعلومات عن الرجال المطلعين ، ومع الأسف الشديد والحسرة فإن جل هذه المؤلفات عبارة عن مجموعة مـن الأوراق متناثرة هنا وهناك .
عيوبي الذميمة !!
تحدثت في كتابي (من تاريخ الكويت) عن هذه المؤلفات حديثـاً صريحاً من صفحة 76 – 81. . وذكرت العيبين الذميمين اللذين أنا متصف بهما فقلت :
فِيَّ – والحق يقال – عيبان ذميمان هما علة عللي . وهما سب تأخري في عدم طبع أي مؤلف من مؤلفاتي . وأرجو ألا يتصف بهما من هو على شاكلتي تجرعت غصصهما وهما :
العيب الأول : هو عدم استقراري على موضوع واحد حتى أنهيـه ثم أتفرغ للموضوع الذي يليه وهاكم أدلة على ذلك :
1 – منذ أبريل 1952 م ـ أغسطس 1954 وأنا أنشر في مجلة (البعثة) وفي مجلة (صوت البحرين) أبحاثي عن تاريخ إمارة قطر كما هو معروف، ولما قاربت الانتهاء من أبحاثي المضنية المتعبة ولم يبق إلا القليل لجمعها في كتاب تركتها منذ عام 1956 م ولم أحرك ساكناً بعد ذلك .
2 – في عام 1954 كتبت مقالات ، وجمعت معلومات عن الباديـة وأخبارها ورجالها وفرسانها على نية أن أضع هذه المعلومات في كتـاب خاص بها ، وفي الأخير تركت الكتابة عن البادية ، وضاعت المقالات المهمة وهي في طريقها إلى (البعثة) لنشرها صيف عام 1954 م.
3 – في عام 1955 رأيت أن أضع كتابا عن تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي ، وفعلاً أخذت في جمع المعلومات والصور، ومراجعة المصادر العربية القديمة والحديثة ، وقدمت طلباً لإدارة المعارف بتاريخ 10/10/1956م بأن تطبع كتابي على حسابها، فحولتنـي المعارف إلى دائرة المطبوعات والنشر ، وظل الكتاب إلى الآن مسودات ، وفي عام 1963 م قمت بجولة في بلدان الخليج العربي لأجله .
هذه الكتب وغيرها هي التي تعبت من أجلها . وراجعت وبحثت في كثير من الكتب لأجلها ، وكنت كلما أوشكت على الانتهاء من واحــد منها تركته إلى الكتابة عن غيره ، وهكذا تضيع أتعابي أدراج الرياح .
هناك غير ما ذكرت بعض الأبحاث التاريخية والأدبية انصرفت جهودي نحوها ثم تركتها إلى غيرها وهذا دائي العضال ، فلولاه لأنجزت بعـض مؤلفاتي لأنه من الصعوبة بمكان مكين أن أنهي هذه الكتب الشاقة المتعبة دفعة واحدة ، وفي هذا تضييع للوقت ، وتضييع للجهود .
العيب الثاني : هو تعمقي في البحث والاستقصاء ، فلا أقنع بما لدي من معلومات بل أصبو إلى المزيد وهذا خطأ ، فالواجب أن أكتفي بما لدي وأطبع الكتاب ثم بعد ذلك بإمكاني أن أضيف إليه ما أريد في طبعة ثانية إذا كان الكتاب مهما كما هو شأن كثير من الكتب .
لو أنني عملت بهذا لطبع الجزء الأول من تاريخ قطر ، والجزء الأول من تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي ، وطبـع غيرهما ، ولكن مع الأسف الشديد تغلب علي حب البحث والتعمق ـ كما ترى في مؤلفي هذا الألعاب ـ فتأخرت في إنجاز ما جهز من مؤلفاتي التي جلها مجموعة من الأوراق.
أرجو الله تعالى أن أتمكن في المستقبل من طبع مؤلفاتي هذه كما أحب وأريد .
الشملان – يرحمه الله – في ليوان بيته القديم في شرق بمدينة الكويت
يخالط الألم والحسرات قلم المؤرخ وهو يعيش لحظات خروجه من حيهم القديم ، فيقول :
بدأت في تأليف هذا الكتاب (1) في بيتنا القديم مساء السبت (10 من رمضان المبارك 1389 هجرية الموافق 1 من ديسمبر 1968م )، وقد انتهيت من تأليفه مساء (الجمعة 26 من رمضان المبارك هجري – 5 من ديسمبر 1969 م) ، بعد مرور سنة وخمسة أيام .
لهذا فقد رأيت أن اختم كتابي بهذا المقال العزيز لدي ، والذي له علاقة وطيدة بتأليف الكتاب ،وكنت أتمنى أن أتمكن من تأليف الكتاب وأنا في بيتنا القديم ولكن (ما كل ما يتمناه المرء يدركه) .
هذا مقال حزين اكتبه بمناسبة مغادرتنا لبيتنا القديم في مدينة الكويت وفي محلة شملان قرب وزارة الصحة ، إلى منزلنا الجديد في ضاحية الدعية .
اكتب هذه السطور وأنا مشدود للماضي ،الماضي الذي انقضى ونحن في بيتنا القديم ، وكان ماضياً سعيداً ، استعيد ذكرياته الطيبة حالياً ، وكم تؤثر في النفس ذكرى تلك الأيام الجميلة .
عندما كانت مدينة الكويت صغيرة هادئة ، وكان الكويتيون يؤلفون أسرة واحدة كبيرة ، وكانت لهم عاداتهم وتقاليدهم ، وكانوا قائمين بحياتهم البسيطة ، وكانوا يكافحوا كفاحاً مريراً في سبيل الحصول على عيشهم في ذلك الوقت العصيب ، وكانوا يقدمون الخدمات للكويت ، وكانت الكويت بحاجة ماسة لخدمات أبنائها .
اكتب هذه السطور وأنا متعلق بالماضي ، واستعرض شريطه أمام عيني ، وأقارن بين حياة الكويت في الماضي ، وحياتها في الوقت الحاضر ، فأجد بوناً شاسعاً بين الحياتين ، بل أجد كأن ذلك كان حلماً من الاحلام ، ولم يكن له حقيقة واقعة عاشها الكويتيون عيشة سداها المحبة والوئام ، ولحمتها الحمية والايثار .
ومع الأسف والشديد والحسرة ، تبدلت الحال ، فأصبح ذلك كله في خبر كان ، فسبحان مغير الأحوال ، فأين تلك الأبهة والحَنَّة والرَنَّة) كما يُقال ، ولله در الشاعر حين قال وأجاد :
كأن لم يكن بين الحجون (2) إلى الصفا
أنيس ولم يسمر بمكة سامر
والآن ما لي والإطالة في هذا الحديث المؤثر في النفس ، والذي نكأ جراحي الدامية ، فالحديث عنه ذو شجون ، لنرجع إلى الحديث عن بيتنا القديم ، وعما له صلة به .
يقع بيتنا على شارعين جهة الشرق الشارع الرئيسي ، وفيه الباب الرئيس أيضاً ، وكان في السابق باباً قديماً (أبو خوخة) وفي عام 1955 م أبدلناه بباب جديد .
ومن جهة الغرب شارع آخر ، وفي عام 59 م ، فتحت باباً صغيراً جهة الغرب للطباخ ، ويحده جهة الشمال بيتنا الكبير (بيت على بن سيف) ، ويحده جهة الجنوب بيت للأوقاف وقد هدمته البلدية عام 1960 م ، فأصبح بيتنا على ثلاثة شوارع ، وكان هذا البيت ملكاً ل (شريفة يوسف الصقر) ،وحاول جدي (شملان بن على بن سيف) أن يشتريه منها ليدخله على بيتنا ، ولكنها رفضت بيعه بإصرار ، وأوقفته على مسجد الصقر ،وبعد وفاتها صار البيت وقفاً على مسجد الصقر يؤجرونه .
هامش :
1- يقصد كتاب (الألعاب الشعبية الكويتية) .
2- أحد أحياء مكة .
في الحلقة السادسة ، يستكمل الشملان رواية ذكرياته عن مغادرة بيته القديم الذي ترعرع فيه منذ نعومة أظافره ، فيقول متأثراً :
يتألف بيتنا من خمس غرف كبيرة ، تُسمى الواحدة منها (دار)، وتطلق على الدار التي تقع فوق السطح أسم غرفة ، وبه ليوان جهة الجنوب ، ودهليز جهة الشمال ، ومطبخ صغير ، وله أربعة أسطح كبيرة ، تشرف على البحر .
كما أن في السطح غرفة كبيرة جهة الجنوب ، تطل على الشارع جهة الشرق ،وهي التي أنام فيها وقت الظهيرة ، إبان الصيف بدون مروحة على الطبيعة ،و هي باردة ولها شباكان على الشارع ، وباب وشباكان جهة البيت ، ولها (بواقدير) ، وهذه كلمة فارسية معناها جالب الهواء .
غرفة الذكريات
والخلاصة أن الغرفة هذه لها منزلة عالية في نفسي ، إد لدي بها ذكريات طيبة ، وكم كتبت بها كتابات ، وقرأت قراءات ،وجلست جلسات ، ولكن تركتها مرغماً أستعيد ذكرياتها الجميلة ، وذكريات البيت أيضا وأنا أكتب هذه السطور .
يتبع بيتنا بيت آخر صغير ، بيت للمطبخ وللماشية ،وهو لاصق به جهة الغرب ،وفيه غرفتان وبئر (قليب) ، هذا وصف بيتنا وحدوده ، بقي أن أتحدث عن كيف كان .
البيت الصغير
كان بيتنا في الماضي مكوناً من بيتين ، الأول وهو الصغير (حاليا بيت المطبخ) كان بيت لابن حمضان والد صالح الشايع في حوالي عام ( 1320 هجري – 1903م) ، واشترى جدي شملان بيت ابن حمضان (يرحمهما الله) وادخله على بيتنا الكبير وجعله مطبخاً له .
البيت الكبير
أما البيت الثاني الكبير ، فكان بيتناً لأسرة (آل ادويرج) ، وكان يسكنه رجل مسن وزوجته ،وبعد وفاته حوالي عام (1327 هجرية – 1908م) ، يرحمه الله ، اشترى جدي البيت ، فبناه بناء جديداً ، وكان البَّناء الأستاذ الكويتي الشهير (راشد بن رباح) ، يرحمه الله ، سكنه جدي مع زوجته جدتي من قبل الوالد ، وتوفيت به حوالى عام 1911 م ، يرحمها الله .
في سنة (1352 هجرية – 1933م) ـ كنت طفلاً صغيراً وشاهدت البنائين ،وهم يرممون بيتنا ويلقون الأكشاك الخشبية .
دفنت الحمامي
وفي سنة 1941م ، أدخل الوالد غرفة من غرفه حوَّلها جدي إلى البيت الكبير (بيت الوقف) وكان على تلك الغرفة (الدار) غرفة علوية كبيرة ، وضعت بها عام 1941م الحمام القلاليب ، التي كنت أربيها ، فكانت محلاً ممتازاً للحمام .
في عام 1944م ، كان عندي (حَمَّامي) ، وهو من الطيور الجارحة واسمه في اللغة العربية (الصُرد) ،وكان عزيزاً عندي ، ولما مات دفنته ،وظل قبره إلى أن هدمت الغرفة 1950م .
أثلة فوق السطح !
وفي عام 1930م ، قمت مع الأخ جراح يوسف الرومي ،وهو من أصدقائي واترابي بزراعة الشعير على سطح دار الوالد ، بيد أنني انفردت عن الأخر جراح بزراعة أثلة صغيرة على دارنا ، وكنت اسقيها ،وبعد كم يوم كبرت ، فشاهدها الوالد ، فما كان منه إلا أن نزعها وقال لي غاضباً : كيف تزرع أثلة على دارنا.. تبي (تريد) تقضها (تثقبها) ؟ والحقيقة أنني كنت مخطئاً في زراعة الأثلة، ولكنها الطفولة .