راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > التاريـــخ الأدبي
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-02-2008, 01:12 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,662
افتراضي دراسة في اللهجة الكويتية - بسام الغانم

-


ملاحظات عامة في دراسة: الخوض في علم اللغة أو دراسة اللهجة ليس بالأمر البسيط أو العمل الهين بل يحتاج لبذل مجهود شاق وعمل مضن، إلا أنه مع كل هذا شائق وجذاب وفيه من المتعة ما يذلل كل ما يعترض الدارس من مشاق وعناء، والولع والشغف بالشيء عون لتذليل الصعاب وتمهيد للمسالك الوعرة التي تصاحب عادة أي عمل.

وأول نظرة في اللهجة الكويتية نلاحظ فيها تنوعا في أصول كلماتها التي تكونت منها اللهجة وقبل هذا يخيل للدارس أن اللهجة الكويتية تطوير أو تطور للغة العربية أو انحراف عنها، والذي يبدو بعد الدراسات أن مثل هذا القول لا يحالفه الصواب فإذا كانت الكلمات ذات الأصل العربي تبدو ذات نسبة كبيرة في اللهجة وأن هناك بقية ضئيلة من طرق العربية وقواعدها في اللهجة فإن الكلمات الأجنبية مهما اختلفت مصادرها تشكل نسبة كبيرة أيضا في اللهجة، وهذه الكلمات اختفت منها صفة الأجنبي وأصبحت تمر على لسان المتحدث وكأنها كلمة أصيلة في اللهجة، وعلاوة على العربي والأجنبي فقد تسبب من احتكاك بعضهما ببعض ومن الحاجة التي نجمت على مر الزمن أن اخترعت أو ارتجلت كلمات جديدة فانضمت إلى الأصلين الماضيين، وهكذا قامت اللهجة وتحدد كيانها الأول وأصبحت هذه الأسس الثلاثة تشكل مصادر اللهجة الكويتية.
ولقد ساعد في جمع هذه الأسس الثلاثة الظروف التي مر بها المجتمع الكويتي إبان تكونه وتطوره وأول هجرة وصلت هذه الأرض الطيبة عربية وتكون منها المجتمع الكويتي وتبعها هجرات عربية وأخرى أجنبية من البلاد المجاورة، كما أن المنطقة في ذلك الوقت كانت تتطلع إلى ا الكلمة والصوت، كما اختلفت لهجة الحضر عن البادية ولهجة الصحراء عن لهجة البحر ولكل مصطلحات وأنماط تميزه عن غيره، وكنتيجة للتطور الصوتي والفروق الصوتية بين الحضر والبادية حصل قلب وابدال في الحروف واختصت كل جماعة بنوع من الحروف تبدلها أو تقلبها أو تبدي عليها أثناء النطق صفات صوتية لا تلاحظ لدى الجماعة الأخرى.
وقد أعطت الظروف الاجتماعية صفات خاصة للهجة الكويتية فقد ظهرت كلمات ولهجة خاصة بالنساء لا يتحدث بها الرجال، كما أن بعض الأسر كبيرة أو صغيرة اختصت بألفاظ لايتحدث بها ولا يعرفها بقية أفراد المجتمع الذي يعيشون فيه.

مصادر الهجرات إلى الكويت وأثرها في تطور اللهجة الكويتية:
حين ندرس اللهجة الكويتية التي نشأت وتطورت مع نشأة المجتمع الكويتي ذي الأصل العربي، والتربة العربية، والتي تبلغ نسبة الكلمات العربية فيها نسبة كبيرة، تصادفنا كلمات وأصوات بعضها لا يمت للعربية بصلة مثل: «أهب» وتدل على التضجر، كما تدل على الدهشة، وهي من أصل مغولي، وكلمة «كرنتي» وتعني بالتأكيد، وهي إنجليزية، وكلمة «قوزي» الخروف المحشي ذات الأصل التركي، وكلمة «روشنة» وتعني الكوة ذات الأصل الفارسي، وكلمة «بنديرة» وتعني سارية ذات الأصل الايطالي، وهذه الكلمات تستعمل على أنها كويتية عامية دون النظر إلى أصلها.
كما أن هناك أصواتا وطرقا للنطق لدى بعض الكويتيين تختلف عنها لدى البعض الآخر من ذلك

مثلا:
«عبدرحمان» على الطريقة النجدية، «وعبدرحمن» كما ينطقها أهل الكويت، وبينهما فروق دقيقة في النطق، كما نلاحظ زيادة طرأت على اللهجة في حروف الهجاء العربية، فقد دخلها حرف «G» «ك»، وحرف «ج ـ CH» وعلى هذا الخضم قامت اللهجة، وبهذه المفردات المختلفة يتخاطب أفرادها، وكل هذا هو الذي نطلق عليه اسم اللهجة الكويتية التي نحن بصدد دراستها.
والعمر التاريخي للهجة الكويتية هو تاريخ تأسيس الكويت، حيث ظهرت ملامحها على أثر استقرار الكويتيين على أرض الكويت في القرن الحادي عشر للهجرة تقريبا، والشعب الكويتي العربي صاحب هذه اللهجة تمتد أصوله إلى عدة مناطق، وبلاد متعددة، ودارس اللهجة لا بد من أن يتعرف على مصادر الهجرات للقوم الذين يريد أن يدرس لهجتهم، ومعرفة المصادر التي وفد منها الكويتيون الأول ومن تبعهم، ضرورية لتفسير كثير من الظواهر اللغوية في اللهجة. وللأجانب من غير العرب أثر كبير في وادخال العجمة والألفاظ باختلاط الكويتيين بهم في الأسفار والتعامل، أو بحكم الأجنبية في اللهجة سواء بهجرتهم إلى الكويت أو بحكم بسط النفوذ، ومن هنا يتضح لنا أن مصادر اللهجة الكويتية ثلاثة:
1 - العربي
2 - الأجنبي
3 - المخترع أو المرتجل محليا


وبتتبع مصادر الهجرات إلى الكويت، نجد أن الأرض الكويتية قبل القرن الحادي عشر الهجري كما ترويه كتب التاريخ والمصادر الشفوية ممن يوثق بصحة روايتهم، كانت تخضع لأمير الإحساء من قبيلة (بني خالد) يقال له براك بن غرير بن عريعر أو محمد بن عريعر، ولسنا في مجال تحقيق اسمه، فالمهم أنه ابن عريعر وكان يسكن الأرض الكويتية في ذلك الوقت حول كوت ابن عريعر فريق من البدو وصيادي السمك، ومن ضمن هؤلاء اتباع بني خالد. وهؤلاء البدو وصيادو السمك ليس لهم ذكر في تأسيس الكويت، وإنما يبدأ ذكر التأسيس على استقرار آل الصباح ومن معهم من الأسر الكويتية.

وهنا يطرأ سؤال عن الملابسات التي رافقت هجرة آل صباح ومن معهم، وليس هناك مؤرخ رافقهم منذ البداية وسجل تحركاتهم، وأهم ما نعتمد عليه المصادر الشفوية تناقلها الأبناء عن الآباء وسجلتها الكتب التاريخية التالية:
1) تاريخ الكويت لعبدالعزيز الرشيد
2) صفحات من تاريخ الكويت للشيخ يوسف ابن عيسى القناعي.
3) تاريخ الكويت لسيف مرزوق الشملان
4) تاريخ الكويت السياسي لحسين خلف خزعل. وهذه الكتب اعتمدت على المصادر الشفوية، وعلى بعض الكتب المهمة بهذا الموضوع، وعلى المكاتبات الرسمية والخطابات المتبادلة بين المعنيين وبين الحكام.

وأول هذه المصادر تاريخ عبدالعزيز الرشيد، والمؤرخون عيال عليه، ولنا عليه ملاحظات نرجئها لوقت آخر، وقد ألف هذا الكتاب بعد هجرة آل الصباح ومن معهم بقرنين من الزمان تقريبا، ولا يخفى ما لهذه المدة الطويلة من أثر على الرواية من نقص أو زيادة، غير أنه في موضوعه من أهم الكتب التي كتبت عن الكويت.

أما كتاب من تاريخ الكويت لسيف مرزوق الشملان، فقد ساعد المؤلف شغفه وولعه بالتاريخ على أن يجتهد ليكشف عن أشياء كانت مجهولة ويعتبر أول مؤرخ كويتي اهتم وفصل بالناحية الاجتماعية الشعبية، وكتابته في هذا الموضوع مع ما كتبه الشيخ يوسف في كتابه «صفحات من تاريخ الكويت» أهم المراجع في الجانب الاجتماعي الشعبي.
وجميع هذه الكتب السالفة الذكر تجمع على أن الوطن الأصلي لآل الصباح ومن معهم من الأسر، هو «الهدار» من مقاطعة الافلاج في نجد، ويعتمدون في هذا على روايات شفوية نقلوها عن الرجال المسنين.
ونسب بعضهم هذه الرواية إلى الشيخ ابراهيم بن الشيخ محمد آل خليفة من البحرين.




ظاهرة فروق النطق في اللهجة الكويتية:

سنحاول تفسير هذه الفروق في النطق بين الأحياء وقد تعجب أخي القارئ لوجود فروق النطق في اللهجة الكويتية رغم صغر الكويت واتحاد أجناسها وعدم التباعد بين أحيائها ومناطقها، ولو تحدثت معهم عن فروق النطق بين القبائل الموجودة بالكويت وقارنتها بلهجة المدينة مع مقارنة لهجة كل قبيلة بالأخرى لاكتشفنا فروقا كثيرة هي عند «العازمي» تختلف عنها عند «العجمي» أو «العنزي» أو «المطيري» وسأختصر حديثي في منطقة معينة كان لكل جهة من جهاتها نطق يتحد مع الآخرين ويختلف عنه أحيانا... تلك المنطقة هي الواقعة داخل حدود السور المزال والتي كانت بداية الكويت الدولة والشعب، والتي نستطيع أن نطوفها بالسيارة في عشرين دقيقة.
فا سواء العربي الأصل منها أو غيره، من القلة التي أتت البلاد من الديار غير العربية..

وقد برزت ظاهرة اختلاف النطق هذه في الكلمة... وطريقة نطقها فالكلمة التي قد تستعمل في «فريج» قد لا تستعمل في «فريج» آخر وطريقة النطق التي قد تنطق في فريج تختلف عنها في فريج آخر، ومعنى هذا بعبارة أوضح أنه وجد لكل منطقة بعض الصفات والخصائص اللغوية تتميز بها عن المنطقة الأخرى.
فمثلا الكلمات التالية تلاحظ فيها فروق النطق وهي: كلمة «الظهر» العربية الفصيحة تنطق في الشرق «ضهر» بقلب الظاء ضادا مع كسر الضاد والهاء، وتنطق في القبلة «ظهر» بالمحافظة على الظاء من ضمتين متعاقبتين وكلمة «منظر» تنطق في الشرق منظر بكسر الظاء. وكلمة «سكر» العربية الفصيحة تنطق في الشرق «شكر» بكسر الشين وفتح الكاف وتنطق في القبلة «شكر» بفتح الشين وكسر الكاف وحرف الشين في كلا النطقين جاء من كلمة «SUGAR» الإنجليزية العربية الأصل وكلمة «على بالي» تنطق في الشرق «عبالي» وهذه تسمى ظاهرة النحت وأسبابها اختصار الكلمات للسرعة مثل «عبشمي» لعبد شمس والبسملة لـ «بسم الله» ويوجد في اللهجة كلمة «لول» مختصرة من لا حول ولا قوة إلا بالله، وشاع في القبلة استعمال كلمة «الخارج» للدلالة على البر والصحراء كما شاع في المرقاب كلمة «الطوار» أي الرصيف ولم تعرف في القبلة أو الشرق.
ولتفسير ظاهرة فروق النطق هذه نضع أسسا نسير عليها..

«الأول» هو تأثير البيئة الأصلية للكلمة، «الثاني» هو التطور الصوتي وأسبابه، وهذان السببان قال بهما علماء اللغة، أما لماذا لم تختف الفروق فهنا نصل إلى السبب الثالث وهو الخضوع للعامل النفسي وهذا مالاحظته في المجتمع الكويتي...
أما السبب الأول وهو الخضوع لتأثير البيئة فنلتمس هذا في كلمة «الضهر» على طريقة نطق منطقة الشرق، ولتفسير أثر البيئة هذا نلتمس هذا النطق في أقرب بيئة بينها وبين الكويت صلات وعلاقات في القديم فنجد في قطر والبحرين نفس هذا النطق بالكسر مع مد، ولقد عرفنا أن الهجرة التأسيسية إلى الكويت كانت من نجد إلى الزبارة في قطر وأن آل خليفة حكام البحرين ضمن أعضاء هذه الهجرة ولقد عادوا إلى البحرين من الكويت بعد أن مكثوا فيها زمنا، إذن هذا النطق بالكسر جاء مع الجماعة من قطر والبحرين أو ساحل الخليج واستقر في الكويت، ولا ننسى أن الكويت ظلت تربطها بقطر والبحرين أواصر صداقة وعلاقات تجارية في مواسم الغوص والسفر، كما أن الاحتكاك والاتصال بين الشعبين لم ينقطعا، ورغم أن الشرق تميز بالكسر إلا أن المناطق الأخرى اتفقت معه على الكسر في المصدر الصناعي لهذه الكلمة فالجميع أجمع على نطق الظهرية بكسر الظاء لاضمها، هذا إذا فسرنا الفرق حسب بيئته الأصلية التي ينتمي إليها، أما إذا فسرنا على أساس التطور الصوتي وهو الأساس الثاني، في تفسيراتنا، فقد فطن علماء اللغة إلى فروق النطق هذه في اللهجة الواحدة فتساءلوا كيف جاء ذلك؟ فاستقر رأيهم على أن اللغة دائما في تطور وتقدم ومن أسباب تطورها الميل إلى السهولة لاختصار الوقت، وهذه نظرية قال بها «هوينتي» العالم اللغوي الأمريكي المشهور، أما علماء اللغة العربية القدماء فقد فصلوا في هذا فقالوا إن الواو والضمة تدلان على الغلظة والخشونة وهما من صفات البيئة البدوية وأن الياء والكسرة تدلان على الرقة والخفة وهما من صفات البيئة الحضرية، وعلى هذا الضوء فسروا كل ما يعترضهم من كلمات خصوصا وأنهم لاحظوا مثل هذا في النطق العربي القديم، فأهل الحجاز في القديم وهو الجزء المتحضر عند العرب يميل في نطقه إلى الكسرة والياء، فيقولون ـ «الناس صيام» ويقلبون التاء في اسم المؤنثة إلى ألف كما يفعل بعض فتياتنا اليوم فبدلا من نطق سبيكة ينطقونها سبيكا، أما أهل بادية الحجاز وبدوه فلديهم ميل إلى الضمة والواو وبعكس حاضرة الحجاز يقولون «الناس صوام» أو «نوام»

فإذا أخذنا كلمة «الضهر» بكسرتين متعاقبتين وكلمة «الظهر» بضمتين متعاقبتين، وجدنا أن الأولى مالت إلى الكسر لأنها جاءت من منطقة حضارية أثرت فيها طراوة البحر أما الثانية فقد دخلت الكويت من مكانها الأصلي من الصحراء ولهذا لم تفقد طابعها العربي الأصيل إلا في ذهاب السكون من الهاء واستبداله بالضمة. وسبب هذا الانسجام بين الحركات وثقل السكون على الهاء الصوت الحلقي وقانون الانسجام هذا يفسره العلماء بأن الإنسان بطبيعته لا يميل إلى الانتقال من صوت أو حركة إلى صوت أو حركة أخرى أي لا يحبذ نطق الضمة بعدها كسرة ولا نطق الفتحة بعدها ضمة وانما يحبذ حين ينطق حركة أن يكون ما بعدها من حركات منسجما معها مماثلا لها أي حين تكون ضمة يكون ما بعدها ضم، أو فتحة يكون ما بعدها فتح وهكذا، فكلمة «الظهر» العربية ضم فسكون، والهاء كما قلت حرف حلقي يخرج من الحلق وتسكينه فيه ثقل والضمة على الهاء أخف من السكون فجاءت طبيعة الانسجام في الحركات أن تكون ضمتين متعاقبتين.

وظاهرة الميل الى الكسر في اللهجة الكويتية ليست مقتصرة على كلمة الظهر، بل هي غالبة في اللهجة ففيها تنطق الكلمات التالية بالكسر فهم يقولون (مدرسة) بكسر الراء بدلا من فتحها، (وكريم) بكسر الكاف بدلا من فتحها، والحمدلله والشكر لله بكسر الحاء والشين بدلا من فتحها، أما ظاهرة التخلص من الساكن فليست مقصور على الظهر، ففي الأسماء التالية حرك الحرف الساكن المتوسط في (رأس وسعد وفهد)، بدلا من رأس وسعد وفهد بالسكون، كما تأتي ظاهرة اختلاف النطق من الجهل بالنطق الصحيح للكلمة لمشابهتها لكلمة ثانية تؤدي معنى آخر، نأخذ مثلا اسم (الصباح) العائلة الحاكمة في الكويت وهي مضمومة الصاد، فالكويتيون درجوا على نطقها نطقا صحيحا بضم الصاد حسب سليقتهم العربية وهي مشتقة من الصباحة وتعني الجمال، ونظرا لمرور وقت تصدر فيه غير الكويتيين المناصب الرسمية في الدولة ولعدم تحققهم من نطق الكلمة تعذر عليهم التفرقة بين صباح بضم الصاد من الصباحة في الجمال، وصباح بفتحها وهو المعنى المشهور المقابل للمساء، وكنتيجة للفهم السيء جاء نطق الأسماء التالية المنسوبة للعائلة الحاكمة خاطئا فقالوا عائلة الصباح ومدرسة الصباح ومخفر الصباح ومستشفى الصباح بفتح الصاد لاضمها وهذا تشويه للغة وتحريف لمعانيها تجدر الإشارة إليه لمعالجته لأن ضبط اللغة ضرورة حيوية قومية يوجبها الحفاظ عليها وعلى الجهات المعنية تصحيح ذلك، وأخيرا نأتي إلى السبب الثالث وهو الخضوع للعوامل النفسية...


والعامل النفسي هذا يتمثل في تقاليد الفريج أو الحي، حيث يعتبر عيبا شنيعا أن ينتقل الشخص من حي إلى آخر ويوصف بالشهامة والرجولة الذي لا ينقل من حي إلى آخر، وهناك كلمة قاسية لها مدلولها السحري في التأثير على النفس تطلق على من يغادر (فريجه) إلى فريج آخر هي كلمة (لوثة) واللوث تعني في القاموس اللوذ، والالتياث تعنى الاختلاط ويعنون بها في اللهجة الشيء العائم غير المستقر مثل الأخشاب والأوساخ التي تطفو على سطح البحر، وهذه الكلمة بمثابة الحرب النفسية تشن على من يترك (فريجه) فإن نتيجة هذه التقاليد سيكتفي كل جماعة من الشباب بأحيائهم وينقطع اتصالهم بغيرهم، ومن هنا تتاح فرصة البروز لفروق النطق بين الأحياء، حقيقة أن الاختلاط لم يكن معدوما البتة حيث تتبادل الزيارات في المواسم والأعياد ولقضاء الحاجات إلا أن مثل هذا يحدث بين الكبار فقط بعد أن تتكون لهم خصائص لهجتهم ويصعب عليهم التأثر لوجود النطق الخاص لديهم، أما بين الشباب فلم تكن المدارس موجودة بكثرة ولم تكن الصداقات تنشأ عن طريق التعارف في المدارس كما هو الآن بل كانت تنشأ عن طريق التعارف واللعب مع أبناء الحي الواحد، فكل ما تراه الآن من دواعي الاختلاط والامتزاج كان صعبا في الماضي حيث كانت المعارك والخناقات (الهوشات) تدور بين الشباب في (الفرجان) لأسباب تافهة يغذيها الجهل والتعصب والأدهى والأمر أن الكبار يتخذون من تلك المعارك فرجة وتسلية ولقد وقف عدم الاختلاط السلمي هذا حائلا دون تطور اللهجة وانتقال كلماتها واختفاء الفوارق بينها...

لعلك أخي القارئ اقتنعت الآن بهذه الأسباب تبريرا، لظاهرة فوارق النطق في اللهجة الكويتية وهذه ليست الظاهرة الوحيدة في اللهجة فهناك ظاهرة أخرى هي ظاهرة قلب الحروف وإبدالها.<



(يتبع)
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التفاعل مع موضوع كلمات من اللهجة الكويتية العدان التاريـــخ الأدبي 11 18-12-2015 01:08 PM
وثائق الوقف الكويتية - دراسة تراثية جون الكويت الوثائق والبروات والعدسانيات 0 14-05-2010 08:23 AM
المرأة الكويتية والوقف -دراسة عن إسهامات المرأة الكويتية من خلال الوثائق العدسانية جون الكويت الوثائق والبروات والعدسانيات 0 14-04-2010 02:37 AM
العبارة المنسية في اللهجة الكويتية IE التاريـــخ الأدبي 12 27-11-2009 11:02 AM
كلمات من اللهجة الكويتية العدان التاريـــخ الأدبي 17 25-07-2008 06:19 PM


الساعة الآن 01:04 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت