ربيع بر الكويت - غنيمة الفهد 16/2/2008
معظم الاهازيج والاغاني والفوازير اشتقت من البيئة البرية والبر الكويتي: «اللي ما يعرف الصقر يشويه، شبط خيلك شبطها، لا ناقة لي ولا جمل، يا حلوها چنها مكنة، حمارة القايلة، المردم، الضرنبول، القبون، الحصني، الذيب، البعير، الفراشة، البوبشير، الحمسة، العقرب، الحية، الجربوع، عقرب رمل (تقال للمرأة الشريرة)، الخضيري من طيور الربيع الجميلة، القنفذ من اجمل حيوانات البر، البومة نذير شؤم، الهدهد جميل يخاف الاشجار الكثيفة ويوجد في المناطق الصحراوية».
تمتع قدماء الكويتيين ببر رائع وجميل، خاصة في ايام الربيع، بل يبدأ الاستعداد للنزوح والتمتع والتسلي في هذه الحياة منذ ايام الشتاء وفصل الشتاء وبعد انقضاء الزمهرير. ويعني البرودة المتناهية وشدة البرد من ازرق وازيرق وباع الخبل عباته ونهاية برد البطين وبرد العجوز، يأتي الربيع بجماله وخضرته وازهاره وطيوره، وحيواناته ويبدأ الاهالي برز الخيام المتناثرة هنا وهناك، ولا غرو في ذلك فلقد تمتع قدماء اهل الكويت بمناطق برية معروفة ومتعارف عليها عند اهل جبلة وشرق المرقاب واهل حولي بالذهاب الى هذه المنتجعات البرية وتعتبر قرية حولي «مربع» اي منطقة ربيعية لأثرياء القوم، فكان يشترون المنازل الطينية للخروج الى هذه القرية ايام الربيع. وكذلك اشترى البعض منهم منازل من طين في منطقة البدع وبو حليفة، وكانت بمثابة الشاليهات في ايامنا هذه، واهم المناطق التي ينصبون خيامهم هذه المناطق البرية الجميلة منطقة الوفرة قبل ان توزع الاراضي الزراعية فيها، وهي منطقة محاذية للحدود السعودية من ناحية الجنوب، وتبعد عن الكويت مسافة 80 كلم وبها آبار قريبة من العذوبة وتبلغ مساحتها حوالي 9 كلم2، الان الوفرة بها مجموعة من المزارع الكويتية، واصبحت منطقة سكنية، اما في السابق، فكان الناس يخيمون بخيامهم في الوفرة.
المنطقة الثانية هي منطقة المطلاع وتقع هذه المنطقة في الشمال من منطقة الجهراء وتبعد 39 كلم عن الكويت وبها مرتفع او جبل المطلاع وهو من سلسلة مرتفعات غضي.
منطقة الصبية تقع في الاراضي الشمالية الشرقية محاذية لخور الصبية المؤدي الى جزيرة بوبيان وتبعد مسافة 115 كلم عن العاصمة الكويت وهي منطقة اثرية.
العبدلي والسالمي من المناطق التي كان يكشت فيها الشعب الكويتي ويتمتع بازهار النوير الاصفر والنوير البنفسجي والذي يتواجد بكميات هائلة، كما يقال «على مد الشوف». اما كاظمة فهي مسمى الكويت قديماً تقع في الجزء الشمالي الغربي من جون الكويت، وكاظمة هي اشهر مدينة كويتية في الماضي، حيث عاش بها الفرزدق، وهو شاعر يربطه بجرير هجاء كثير، وهذان الشاعران عاشا في كاظمة مع شعراء اخرون مثل ذو الرمة ومهيار، الديلمي وجرير. واروع ما فيه وجود ابار العيون العذبة، وابرز ما يميزها تاريخياً معركة ذات السلاسل بين المسلمين بقيادة سيف الله المسلول خالد بن الوليد وبلاد الفرس بقيادة قائدهم هرمز في محرم ســــنة 12 هـ.
تمتع قدماء الكويتيين ببر الكويت واشجار السدر وزهور الربيع وطيور الربيع الجميلة والكثيرة والمتعددة مثل الخضيري – الحسيني – الفقاقة وام دقي، والسمنة والمطرق. والصليبي والحمروش. وكان للبر ايام زمان متعة واستعداد وجمال وروعة. فكان يحرص القدماء على اماكن الفقع وهو من الفطريات ينمو تلقائياً. ولديه بذور موجودة في الارض وعند الوسم. وهطول الامطار في هذا الموسم، الذي يسمى «الوسم»، تنمو بذور الفقع بكثرة ويعرف من وجودها وجود «بط» تشقق في التربة وينكثها بواسطة عصا بحديدة خاصة. هذا البر هو متنفس لقدماء الكويتيين.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
|