صراع القبائل
الشيخ مبارك الصباح في 29ــ11ــ1903 ممتطيا جواده.. واقفا على ساحل البحر ينتظر وصول اللورد كرزن.. وخلفه فارس يحمل علم الكويت
سأوضح للجميع بهذه الصفحة جميع الصراعات الخارجية التي عانت منها امارة الكويت في ظل آل الصباح ابتداء من معركة الرقة والى النهاية.
وقعة النصار في الفاو من عرب خزعل المرداو غزوا نخيل الدبوس وقتل في هذه المعركة احمد بن عبدالله الدبوس، عبدالعزيز بن فارس الدبوس. معارك صغيرة وحاسمة، ولكنها مقلقة ومزعجة لأهل الكويت.
وتظل الصراعات الخارجية سواء من القبائل الفردية او الجيران او غيرها، تهز الكويت بين الفينة والفينة وبين الحين والحين. تحدث معارك ومواقع مؤقتة ينتصر من خلالها الخير على الشر. الفر والكر، سلب الغنائم سمة هذه الغزوات والمواقع. قد يذكرها التاريخ او لا يذكرها، المهم انها حدثت واحدثت جلبة وضوضاء وفيها قاتل ومقتول وفيها منتصر ومهزوم.
وايضا هناك سرقات علنية وفي وضح النهار من غنائم وإبل وماشية. فهذه وقعة النصار في «الفاو». وهم فلاليح وقوم من عرب خزعل من جماعة المرداو، حاولوا الاستيلاء على نخيل آل الدبوس، ولكنهم فشلوا امام فزعة الكويتيين، ولكن قتل في هذه المعركة احمد عبدالله الدبوس وعبدالعزيز فارس الدبوس. اما غزوة ابراهيم بن عفيصان للكويت 1793 (1208هـ) فجاءت بخليط من ابناء البادية من العراض، وسدير والخرج.
علم اهل الكويت بها ودارت معركة كبيرة اسفرت عن انسحاب الى خارج حدود الكويت. ومن الجدير بالذكر، ان ابراهيم بن عفيصان احد القادة الوهابيين، اثناء انسحاب بن عفيصان تمكن من الاستيلاء على حلال اهل البادية الذين هم داخل حدود الكويت. وهرب بها الى مكانه الخاص به.
اما غزوة مناع ابو رجلين الزعبي امير الاحساء فقصد من غزوه اطراف الكويت أخذ الحلال من المواشي وما غير ذلك. فعلم اهل الكويت بذلك فأغاروا عليه ودارت معركة، هرب خلالها واستطاع اهل الكويت الانتصار عليه وفر مهزوما. وذلك 1797م ـــ 1212هـ.
اما غزوة بندر السعدون 1844 ـــ 1260هـ فانهار جزء من سور الكويت وتصدع بعض منه، لذا رأت نفس بندر بن محمد الثامر السعدون وهو من قبيلة المنتفق العراقية الهجوم بغتة، ظانا ان تصدع السور سوف يفتح له ثغرة الدخول الى قلب الكويت، فسار من دياره في العراق متجها الى الكويت، وهنا وقف الكويتيون معا وقفة رجل باسل كعادتهم دائما في الملمات والصعاب هبوا ووقفوا يشدون ازرهم، وذلك باصلاح الاجزاء المنهارة لسور مدينتهم، واحكموا الامر سريعا واصلحوا ما افسده الدهر، ونصبوا المدافع على سور المدينة بانتظار بندر السعدون وجماعته لتلقينه درسا لن ينساه ودهش بندر السعدون (عراقي المنشأ) وشهد بنفسه على غير ما كان يتوقعه ورأى بأم عينيه المدافع والبنادق فادرك حقيقة الامر وكان هذا اثناء حكم الشيخ جابر الاول بن صباح وقد تم ارسال الرسل الى بندر السعدون وقيلت له هذه العبارة ان هجمت على الكويت فان قبوركم ستكون تحت اسوارها وليس بيننا وبينك وبين شيخنا اي مشكلة ولكن اذا انت تريد مساعدة فان شيخنا سيعطيك الطعام. انصاع السعدون للامر، وغادر يجر اذيال الخيبة والندامة، اما موقعة طينة فحدثت في 15 رمضان سنة 1860م ــ 1277 هـ في عهد الشيخ صباح الثاني بن جابر وهي اتفاق ثلاثي بين قبائل العجمان، المنتفق، والظفير، في محاربة اهل نجد، وقاموا بالغارات على نجد ثم الزبير والبصرة وعلى بساتين النخيل، قرر الامير عبدالله بن فيصل آل سعود ملاقاتهم، مع اهل الرياض والخرج والخرمة وقبائل سبيع والسهول وجماعة من مطير وبني هاجر، ودارت معركة شرسة بينهم وبين قبيلة العجمان الذين التجأوا الى البحر وهو في حالة جزر وعندما جاء المد غرق حوالي 1500 لم ينج الا اميرهم وزوجته وسميت هذه المعركة بموقعة طينة.
معارك ومواقع متعددة ــ فروسية سلب ونهب
• ابراهيم بن عبدالله المزيَّن ــ توفي عن عمر 115 عاما سنة 1965 (رحمه الله) حامل الراية (البيرق) ابن صباح في كل غزواته ومعاركه، والذي أخذ هذا الدور البطولي من آبائه وأجداده الذين سبقوه لحمل راية الحرب، وشارك في فك الحصار عن ابن سعود
ان هذه المواقع هي في الواقع معارك صغيرة باعداد لا تتعدى الف مقاتل تعتمد من خلال ذلك على الكر والفر وسلاحها هو البنادق مرتجلة الخيل، وتستخدم اسلوب السلب والنهب، نهب الحلال من ابل وماشية وهناك مهنة ضرورية اثناء القتال الا وهي مهنة حامل البيرق واشهر من حمل البيرق هو عبدالله بن محمد المزين وهذه معركة وغزوة صغيرة اضرب لكم من خلالها مثالا عن السلب والنهب وهي غزوة ماجد الدويش احد رؤساء قبيلة مطير اقترب من حدود الكويت واقام فيها وكالعادة قام الشيخ محمد الصباح بتقديم التمر والارز باسم الضيافة حدثت هذه الغزوة 1892 وكانت قبيلتا العوازم وعريب دار نازلتين في (ملح) وكان الشيخ دعيج الصباح ضاربا خيامه بالقرب منهم فهجم عليهم ماجد الدويش واستولى على مواشيهم، وعندما علم الشيخ محمد الصباح لهذا الخبر امر بتجهيز الرجال واوعز لأخيه مبارك الصباح بقيادتهم وتأديب ماجد الدويش فتعاون العوازم مع فرسان عنزة فدارت رحى معركة حامية الوطيس لمدة اربع ساعات اسفرت عن هزيمة ماجد الدويش واتباعه وقد تم استرجاع ما استولى عليه ماجد الدويش من ماشية ومال.
هذه هي غزوات القدماء من الفرسان من اجل السلب والنهب معارك سريعة وغزوات خاطفة ينهزم فيها المهاجم في بعض من الاحيان. وهنا ايضا نوضح هذه الاعتداءات وتلك الغزوات فهذا اعتداء آل سعيد على الكويت سنة 1893، وهي من قبيلة الظفير على بعض القبائل التابعة للكويت واستولت على حلالهم من مواش واموال، فلما علم الشيخ محمد ام اخاه مبارك الصباح بالاغارة على طائفة السعيد الذي سيطر على الوضع وامطرهم بوابل من الرصاص، فروا هاربين تاركين ما سلبوه وقد تم استرجاعه.
موقعة الرخيمة عام 1901، بين قبائل شمر والشيخ مبارك، كانت هذه القبائل تهاجم بين الفينة والفينة القوافل التجارية، اشتاط غضبا الشيخ مبارك، فسير جيشا بقيادة اخيه حمود الصباح وكانت مواجهة قوية وساخنة بين جيش مبارك وقبيلة شمر فهجم جيش مبارك واستولى على كثير من اموالهم والالوف من الغنم والابل، وادبهم شر تأديب، وموقع الرخيمة يقع غرب شمال الروضتين، اما موقعة تل اللحم فكانت بين عبدالعزيز بن رشيد الذي هجم على سعدون باشا منصور شيخ المنتفق وهزمهم بن رشيد واستولى على اموالهم فاستنجد سعدون باشا بالشيخ مبارك، حيث تتبعه في السماوه ثم الخميسية حتى عين الضمد فاشتبكوا معه وهزموه وفر هاربا وعاد جيش مبارك ظافراً.
هذه حياة القدماء كر وفر وسلب ونهب وفروسية وقوة وهي كما جاء في قوله تعالى «واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم».
< ماجد الدويش يغزو الكويت 1892 ـــ 1310هـ.
< اعتداء آل سعيد على الكويت 1893 ـــ 1311هـ.
< تعدي قبيلة بني هاجر على السفن الكويتية 1894
< غزوة إبراهيم بن عفيصان للكويت 1793
< غزوة مناع أبورجلين الزعبي 1797
< غزوة بندر السعدون 1844
< وقعة طينة 1860 من 15 رمضان 1277هـ.
< موقعة الرخيمة 1901 ـــ 1318هـ < موقعة طينة وغرق قبيلة عجمان في البحر
• الشيخ سالم الحمود الصباح (رحمه الله)
الشيخ سلمان الحمود الصباح (رحمه الله)
سالم عبدالله محمد المزيَّن ــ توفي سنة 1975 عن عمر يناهز 80 سنة (رحمه الله)