07-06-2011, 03:53 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 45
|
|
النوخذة ابراهيم عبدالله حسين التركي
النوخذة إبراهيم عبدالله حسين التركي
ولد النوخذة إبراهيم بن عبدالله بن حسين بن الشيخ حسن بن محمد الحسيني التركي، سنة 1934 لأسرة بحرية سكنت فريج سعود بحي جبلة وإمتهنت البحر منذ القدم، فجده الشيخ حسن التركي، نوخذة وتاجر بحريني الأصل والمولد، سكن المحرق وعمل في تجارة النقل البحري بين البنادر الخليجية في القرن التاسع عشر قبل أن يهاجر من البحرين في عام 1861 لتستقر أسرته في الكويت. دخل النوخذة ابراهيم البحر في سن مبكرة وأتقن فن قيادة السفن الشراعية وكيفية بنائها وإصلاحها وركب مع عدة نواخذة في رحلاتهم إلى الهند وأفريقيا والموانئ الخليجية. وبعد توقف السفر الشراعي كانت لديه رغبة شديدة في أن يستمر في البحر ولا شيء غير البحر فعمل نوخذة لعدة سنوات على إحدى التشاشيل الخاصة بتنزيل البضائع والركاب من البواخر التي كانت ترسو بعيداً عن شواطىء الكويت لعدم وجود ميناء يستوعب السفن الكبيرة آنذاك. وبعدها التحق في سنة 1956 بقوة خفر السواحل التابعة للأمن العام والتي أنشأت في عام 1954 لغرض حماية المياه الكويتية من عمليات التهريب والتسلل وهي امتداد للشرطة البحرية التي ترأسها محمد عبدالعزيز القطامي وهي تابعة لدائرة الشرطة التي أنشأت عام 1938 برئاسة الشيخ صباح السالم الصباح. وأيضا أنشأت دائرة الأمن العام في نهاية عام 1938 بعد نشأة المجلس التشريعي والتي تولى رئاستها في البداية الشيخ على الخليفة الصباح وتسلم الدائرة من بعده الشيخ عبدالله المبارك الصباح ونائبه الشيخ عبدالله الاحمد الصباح. وفي عام 1959 تم دمج الدائرتين لتصبح دائرة الشرطة والأمن العام برئاسة الشيخ عبدالله المبارك الصباح. كان النوخذة إبراهيم وزملاءه النواخذة وأهل البحر خير من يستعان بهم لمثل هذه المهام الأمنية الصعبة. فقام خلال الفترة التي عمل بها - 38 عاما – بإنجازات كثيرة أظهرت خبراته البحرية من قيادة وصناعة السفن وصيانة محركاتها وتحديد المجرى المائي واتجاهات السفن وأعماق المياه الكويتية حتى أجمع كل من عاصروه وعملوا معه من كبار الضباط والمسؤولين والنواخذة وجميع منتسبي الإدارة العامة لخفر السواحل بأنه الأفضل في هذا المجال. ولم يقف عند هذا الحد، فقد أثار النوخذة ابراهيم اعجاب الخبراء الأجانب – على خطى أساتذته نواخذة الجيل الأول – فقد قال عنه السيد / بيل فيليبس، الخبير البريطاني المسؤول عن تطوير الأسطول البحري لمؤسسة الموانيء وإدارة خفر السواحل في فترة الخمسينات والستينيات، بأنه "أفضل نوخذة كويتي عرفته وعملت معه" حيث كان دائما يركب معه في زورقه الخشبي (الشرطي) الذي كان يقوده في فترة الخمسينيات وحتى منتصف الستينيات وكان يستعين به في تثبيت الاشارات البحرية والبويات ولعل من أشهر البويات التي قام بتثبت موقعها هي بوية مسجان. وعندما تقرر إدخال الزوارق الحديدية في الخدمة في منتصف الستينات، أمر السيد / بيل فيليبس بإعطاء أول زورق حديدي للنوخذة إبراهيم ليصبح بذلك قائدا لأول زورق حديدي في تاريخ خفر السواحل والكويت وذلك في عام 1968. عرف هذا الزورق باسم (وضاح) وهو ِأشهر زورق من حيث النظافة والتصميم والصيانة. فمنذ أن دخل وضاح الخدمة لم تجرى له أي صيانة دورية من قبل الورشة التابعة للإدارة لمدة لا تقل عن 15 عاما مع العلم أن معدل صيانة الزورق تكون مرتين على الأقل في السنة الواحدة. فذُهل الكثيرون من كيفية حفاظه على ماكينة زورقه كل هذه المدة من دون الاستعانة بالورشة مما حدا بشركة الرولزريس - وهي الشركة المصنعة لمحركات الزوارق التابعة لادارة خفر السواحل آنذاك - بإيفاد أحد مهندسيها البريطانيين للوقوف على هذه الظاهرة والتعرف على الأساليب التي كان يتبعها النوخذة إبراهيم التركي في صيانته لمحركات زورق القيادة وضاح. وبجانب ذلك كان يشارك بشكل فعال في وضع التصاميم والمواصفات الفنية للزوارق، ورسم الخرائط البحرية وتثبيت البويات (الاشارات البحرية) في المياه الإقليمية لدولة الكويت من دون اللجوء إلى الأجهزة الملاحية الحديثة كالرادار والجي بي اس، والتي لم تكن متوفرة آنذاك. وكان من أوائل المدربين الذين أستعين بهم للقيام بالتدريب العملي في الدورة التي قامت بإعدادها إدارة خفر السواحل في بداية الثمانينات لمنتسبيها من أفراد وضباط والتي تخرج منها معظم المدربين الحاليين حتى أصبح الطلب على هذه الدورة - مدتها ستة أشهر – يشمل ضباط وأفراد من الكويت وكافة دول الخليج. كان النوخذة إبراهيم يستشار من قبل قياديي الإدارة بشكل مستمر وعادة ما يوكلون إليه المهمات الصعبة التي كان وحده يستطيع انجازها تحت أي ظرف من الظروف. ولثقتهم بأدائه تم تعيينه آمرا لسرية بحرية متكاملة - وهو منصب لا يتقلده إلا الضباط – وحاز على أنواط الخدمة الثلاثة (الذهبي والفضي والبرونزي) ولم تسجل عليه أية حوادث بحرية أو طلب إجازة مرضية أو تأخير عن العمل طيلة سنوات خدمته، كان دائما أول الحاضرين وآخر المغادرين ورفض الكثير من الترقيات التي تبعده عن البحر وتجلسه خلف المكاتب. أطلق عليه قياديي وزارة الداخلية وإدارة خفر السواحل العديد من الألقاب منها "رجل المهمات الصعبة" ، "الموظف المثالي" ، "الأب الروحي للإدارة" "العميد" ، "رجل البحر" كما أطلقوا على زورقه (وضاح) عدة تسميات منها "لنج الصحة" لنظافته ومهارة بحارته ، "لنج القيادة" وأيضا "واجهة الادارة" لركوب كبار الزوار والقياديين فيه
هذه الإنجازات والصفات هي نتيجة طبيعية لمن تمرس على أيدي نواخذة الرعيل الأول وانحدر من أسرة سكنت جذورها البحر وامتهنت تجارة النقل البحري. فهذه العوامل ساهمت بشكل كبير في صقل شخصية وخبرة النوخذة إبراهيم التركي الذي أفنى أكثر من 50 عاما من عمره في البحر مخلفاً وراءه هو وزملاءه إنجازات كثيرة أظهرت من خلالها للأجيال اللاحقة طبيعة حياة الآباء والأجداد وأشعرتهم بحجم المسؤوليات الملقاة عليهم آنذاك ليتعلموا منهم الجد والأمانة والخبرة والصبر والقناعة وتنفيذ المهام في وقتها من دون تلكؤ أو تذمر حتى أشاد بهم الجميع مثلما أشادوا بالرعيل الأول فكان لزاما علينا أن نقوم بتوثيق دورهم الفعال في حفظهم ونقلهم للتراث البحري الأصيل وبنائهم لمؤسسات الدولة الحديثة عن طريق نشر أعمالهم وسيرتهم في مناهجنا وكتبنا وصحفنا، واطلاق أسمائهم على شوارعنا وقاعاتنا ومؤسساتنا الحكومية. توفي النوخذة ابراهيم التركي في صبيحة يوم 14/8/1999 عن عمر يناهز 65 عام
المصدر: جريدة الكويتية، عدد يوم الاثنين 11-6-2012 الموافق 21 رجب 1433
http://www.alkuwaitiah.com/PDF.aspx?...04&Name=09.pdf
|