محاضرة ومعرض عن العلاقات الكويتية - السعودية في مكتبة البابطين الشبيلي:
الشيخ مبارك تبرع للمجهود الحربي بعشرة آلاف ليرة
الشيخ د. إبراهيم الدعيج والبابطين أثناء افتتاح المعرض
افتتح الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين الموسم الثقافي لمكتبة مؤسسة البابطين بمحاضرة عن العلاقات الكويتية - السعودية من خلال جريدة الدستور البصْرية ألقاها الباحث والأكاديمي السعودي د. عبدالرحمن الشبيلي وأقيم على هامش المحاضرة معرض للوثائق النادرة لمجموعة من الأسر السعودية والكويتية على رأسها أسرتا آل الصباح وآل سعود.
وحضر الأمسية حشد من الوزراء والدبلوماسيين والشخصيات العامة في الكويت والسعودية على رأسهم رئيس مجلس الشورى السعودي د.عبد الله بن محمد آل الشيخ والوفد المرافق له، والسفير السعودي عبدالعزيز الفايز، وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي، الشيخ د. إبراهيم الدعيج محافظ الأحمدي، الشيخة د. ميمونة الصباح، الإعلامي رضا الفيلي نائب رئيس تحرير «النهار»، د. خليفة الوقيان، الإعلامية أمل عبدالله، والناشطة الحقوقية نجلاء النقي.
وثائق
قدم الندوة د. عبدالله يوسف الغنيم الذي وجه الشكر للشاعر عبدالعزيز البابطين الذي أتاح هذا اللقاء مع أهلنا وأشقائنا في المملكة، كما شكر مكتبة البابطين لتعاونها الثري مع الباحث د.الشبيلي في جمع أعداد «الدستور» النادرة والصادرة قبل مئة عام والقيام بتحليلها.
وتطرق في نبذة مختصرة للتعريف بالباحث الحاصل على الليسانس في اللغة العربية وآدابها ثم تخصصه في الماجستير والدكتوراه في مجال الإعلام من أميركا، وتقلده العديد من المناصب الرفيعة منها مدير التلفزيون السعودي وأستاذ جامعي في الإعلام وأخيراً عضو مجلس الشورى.. مشيراً إلى جهوده البحثية والأكاديمية التي أسفرت عن العديد من الكتب والأبحاث.
وجاءت محاضرة الشبيلي تحت عنوان: «جريدة الدستور البصْرية والشؤون السعودية والكويتية فيها» والتي صدرت أواخر الحكم العثماني بين عامي 1912 و1913 قبل وقوع البصرة تحت الاحتلال البريطاني.
وأشار في المقدمة إلى بداية ظهور الصحف في تلك الفترة ومنها جريدة «صنعاء» في اليمن عام 1878، وجريدة «البصرة» عام 1895، وجريدة «حجاز» في المملكة عام 1908.
وذكر أن معظم هذه الصحف كانت تتسم بالركاكة في أسلوبها، والمزواجة ما بين اللغتين العربية والتركية، ثم تطرق إلى «الدستور» آخر الصحف الصادرة إبان الحكم التركي، لصاحبها عبدالله الزهير و«صدى الدستور» لعبد الوهاب الطبطبائي. مؤكداً أن صحف «البصرة» آنذاك كانت ملامسة للشؤون الخليجية بحكم موقعها الجغرافي.
وتتبع الباحث اسمي عبدالله الزهير وعبدالوهاب الطبطبائي اللذين ينتميان إلى أسرتين معروفتين في البصرة والخليج، مشيراً إلى أن أحمد الزهير الذي ينتمي إلى أسرة نجدية في أصولها هو أول من احترف الصحافة وأصدر جريدة خارج شبه الجزيرة العربية عام 1908 تحت عنوان «الدستور» وهي النسخة العربية لصحيفة تركية، سابقا بذلك على سليمان الدخيل الذي أصدر «الرياض» في بغداد عام 1910 والذي يعتبره حمد الجاسر أول صحافي من شبه الجزيرة العربية يصدر صحيفة خارجها. ولفت الشبيلي الانتباه إلى أن صدور عدة صحف باسم «الدستور» كان مرتبطاً بإقرار الدستور العثماني عام 1908.
بعد ذلك ركز الباحث على جريدة «الدستور» لعبد الله الزهير خصوصاً على عددين نشرا مقابلتين مع الشيخ مبارك الكبير في العدد 38 ومع الملك عبدالعزيز في العدد 67. موضحا دور مكتبة البابطين في التنقيب عن أعداد الصحيفة واقتناء 51 عددا أصليا منها عثر عليها لدى بائع صحف ومجلات قديمة في بغداد.
وقسم الشبيلي تحليله إلى ثلاثة أقسام: الطابع العام للجريدة، والموضوعات السياسة، والشخصيات. فهي كانت تصدر أسبوعياً مناصفة باللغتين العربية والتركية، كل يوم جمعة، ثم كل يوم أربعاء، ثم كل يوم ثلاثاء. وتشير «ترويستها» أنها: «جريدة سياسية أدبية اقتصادية، إصلاحية» وكان صاحب امتيازها ومديرها عبدالله الزهير، ثم ظهر اسم الطبطبائي كمحرر ثم كمسؤول عنها وصاحب الامتياز.
وصدر من الجريدة 69 عدداً، مازال مفقوداً منها 18، وكانت بالحجم الطبيعي للصحف وحافظت على محتواها في أربع صفحات دون تغيير، وكانت تعتمد في مادتها الإخبارية على ما يردها من تلغرافات ونقل موضوعات تحريرية من جريدتي «الأهرام» و «المؤيد»، وكانت على درجة مقبولة من جودة التحرير والخلو من الركاكة.
أما بالنسبة إلى موضوعاتها، فهي كانت تلميحاً لسان حال حزب الحرية والائتلافية في البصرة بزعامة طالب النقيب وتنتقد جمعية الاتحاد والترقي التركية، ونشرت افتتاحيات عدة تدعو إلى الإصلاح، لكن أغلب مضمونها كان يمجد السلطة العليا للدولة العثمانية. كما اهتمت الجريدة بالبيئة الخليجية في نجد والأحساء والكويت والبحين والمحمرة ولنجة، وتميزت بدرجة من الحرية في النقد الاجتماعي والإداري اللاذع.
شخصيات
اهتمت الجريدة بعدد من الشخصيات البارزة آنذاك، فقد أورد العدد ال 14 خبراً يفيد بزيارة الشيخ مبارك الصباح إلى المدرسة الكويتية التي سميت على ما يبدو «المباركية»، وفي العدد 15 خبرا عن تعيين الحكومة راتباً للشيخ مبارك، وفي العدد 42 خبرا مشابها عن تعيين راتب للأمير عبدالعزيز آل سعود.
في العدد 28 خبر عن موافقة الباب العالي للشيخ مبارك والشيخ خزعل على شراء أراض وبساتين في البصرة ونواحيها، وفي العدد 40 ثناء على الشيخ مبارك لتبرعه للدولة العلية بمبلغ عشرة آلاف ليرة إسهاماً في المجهود الحربي، وفي العدد 47 خبرا عن قدوم مهندس إنكليزي لحفر آبار ارتوازية في الكويت بناء على طلب الشيخ مبارك. أما العدد 56 فنشر تفاصيل دخول الأحساء في حكم ابن سعود. وكان من الواضح أن الجريدة تنشر أخبار دخول الأحساء في الحكم السعودي بشيء من التعاطف رغم خضوع البصرة آنذاك للحكم التركي، وهو ما تكشفه بجلاء المقابلة التي تمت مع أمير نجد ـ آنذاك ـ عبدالعزيز بن سعود في العدد 67 قبل عقدين من توحيد المملكة تحت رايته.
وأفاض محرر الجريدة إبراهيم عبدالعزيز الدامغ الذي أجرى المقابلة النادرة جداً، في وصف الأوضاع المتدهورة في الأحساء تحت حكم الأتراك، وأثناء وجودك الأمير عبدالعزيز في القطيف أجرى معه تلك المقابلة حيث أوضح الأسباب التي دعته على ضم الإقليمين وتخليصهما من قبضة الأتراك.
أما مقابلة الشيخ مبارك باشا الصباح حاكم الكويت لقنصلي انكلترا في البصرة والمحمرة فوردت تفاصليها في العدد 37 ودارت حول الحرب آنذاك وشروط الصلح، وفيها أكد الشيخ مبارك على استعداده لمساعدة دولة الخلافة وإظهار شجاعة العرب أمام أوروبا. مشدداً على عمق الرابطة الدينية التي تربطهم بدولة الخلافة.
ومن الشخصيات الأخرى التي يرد ذكرها في الجريدة طالب النقيب حيث تكرر الثناء على الزعامة السياسية والمكانة الاجتماعية له ولأسرته المعروفة آنذاك في البصرة والكويت، والوجيه قاسم الإبراهيم الذي وصف بأنه «المحسن العربي الكبير» حيث أسهم في سكة حديد الحجاز والمدرسة الكويتية، وعبدالوهاب باشا القرطاس، والشيخ محمد رشيد رضا، وسليمان أفندي الدخيل، ويعقوب يوسف الإبراهيم، وسليمان العدساني، ويوسف القناعي، وغيرهم.
واختتمت الأمسية بقيام الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين بتكريم د. الشبيلي ود. الغنيم ومجموعة من الشخصيات.
المعرض
ضم المعرض المصاحب للمحاضرة مجموعة من الوثائق النادرة، منها الرسائل والبرقيات ودرجات تقييم التلاميذ في مدرسة النجاة في الزبير، ووثائق اقتصادية بالغة الأهمية وأخرى لأسر كويتية وسعودية منها أسر آل الصباح وآل سعود، والعتيقي والثاقب والعدساني.
ولعل أقدمها على الإطلاق وثيقة تعود إلى أكثر من مئتي عام وتحديداً عام 1791 وهي وثيقة عدساني تفيد بشراء الشيخ إبراهيم الثاقب بيت سالم آل تميم بمبلغ 330 قرشاً ووقعها القاشي محمد بن محمد العدساني.
ومن الوثائق الطريقة وثيقة شراء حمد بن ثاقب لدكان لولوه القناعي بثمن 80 قرشا وفليسات عام 1802 ووقعها القاضي علي بن شارخ. وكذلك وثيقة تعود إلى عام 1819 توصي فيها هيا الوطبان بثلث مالها لعتق عبيد. ومن العام 1826 نطالع وثيقة يهب فيها الإمام تركي بن عبدالله آل سعود أرض الحمادية لأحمد بن ناصر الصانع، فيما يهب الشيخ عبدالله الثاني بن صباح حاكم الكويت أرض اليسرة لسليمان العبد الجليل عام 1885 .
http://www.annaharkw.com/annahar/Art...&date=11042013
__________________
***** ๑۩۞۩๑
{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين} هود114 ๑۩۞۩๑
*****
|