الصابر أيوب حسين الأيوب رحمه الله
محمد عبدالحميد الجاسم الصقر
2013/11/16
بو حسين عرفناه استاذا لنا ثم زميلا لتربية اجيال صالحة وتعليم سليم، وفنانا خاطب بالريشة والقلم والكلمة كل من فيه صمم للوطن والوطنية بلوحات تكتبها ريشته وتسطر عليها ملحمة وطنية بألوان زاهية بارزة ناصعة تشرح مدن وزوايا وشوارع ومواسم ومعالم التراث الشعبي والالعاب المتميزة والمقاهي العامرة آنذاك والاسواق والاكلات والمواسم الممطرة شتاءها بارز وصيفها واضح عبر تلك الانامل المخلصة «حرمها الله سبحانه على النار» كل ذلك قبل بروز وبزوغ الوسائل الحديثة للعولمة المفرحة المؤلمة بسلبياتها رغم توافر ايجابياتها، لكن استاذنا الكبير ايوب حسين الايوب - رحمه الله - قال كلمته بشموخ واخلاص قبل كل ذلك!! لعل اعوامه بدخوله الثمانين لم تمهله ليقول كل ما في نفسه فنا وشعرا وكلمة مكتوبة لكنها كرسائل للامة وصلت بعناوينها لأهل الكويت والمقيم على ارضها وللخارج عن حدودها بأن اهل الكويت «بدي ومكينة» كما وصفها المغفور له بإذن الله فضيلة الشيخ علي الجسار - طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواهم اجمعين - هي الاعم والاشمل والاكمل بكل مناحيها!! لقد تشرفت بمزاملته في الساحة التعليمية رغم تفاوت سنوات العمر معه لكنه وبكل ما في الكلمة من معنى للجميع، صريح واضح وحاد بكلمة الحق لمن يحاوره ويشاوره لا يختلف الا بحجة ومقصد ومعنى سليم ترك له جيل من اولاده وبناته وزملائه بفضل الله مثل طبيعته وعادته كقدوة لهم بتعامله مع الجميع، تشهد له كل الساحات اهمها كرمز قلعة المعلمين بجمعيتهم بالدسمة منذ تأسسيسها اوائل ستينيات القرن الماضي كعضو فيها واحد رواد ديوانها اليومي العامر بزملائه بجلساتهم المعروفة اليومية بزاوية معروفة لهم فيها، هذا الديوان التربوي التعليمي العفوي بمتقاعديه وأهل الساحة فيه يمثل كل شريحة ونسيج اهل الكويت له مقاصده واصله ورموزه ومعانيه بلا لائحة برامج ومنهج وتوجه وتعصب مطروح على ساحة ذلك الزمن حتى هذه الساعة بوجود نخبة اهل الديرة امثال استاذنا الكبير ايوب حسين رغم توديعهم له افرادا وجماعات سابقة الوجود فيه بمفارقة هذه الحياة لعالم الآخرة محمودين بإذن الله عند خالقهم بحسن الطاعة والضراعة رمزا للمؤمن الصادق بكل معانيها وللقدوة الصالحة بكل ما فيها عبَّر عن كل ذلك استاذنا «بوحسين» بكلمات شعرية شعبية وطنية جميلة بأكثر من مناسبة شارك الجميع فيها كعادته فنان بارز شامل بلا مكابرة ولا معاسرة لكل من هم حوله رغم بداية توقف طاقته وهدوء اطراف التي تعينه على ذلك الدور الراقي للفن لجميع الذي تميز به عوضه الله سبحانه عن كل ذلك بعفو ومغفرة بإذن الله للآخرة!!
ولا انسى اوسمة اهداني اياها مشكورا عبارة عن كلمات تقدير وتوقيع يحرص كل الحرص عليه بخط يده الطاهرة على اولى صفحات اصداراته معرضا تلو معرض كحرصه على حضورنا كزملاء مخلصين له بادلنا هو ذلك الاخلاص السؤال عنا عبر الهاتف كلما تأخرنا بمشاغل الحياة عن بعض ليهدي لنا كلمة مدروسة بروازها يرعاكم ويحفظكم الله، ونبادله مثلها حسب امكاننا له. كما لا انسى كلماته بآخر معرض صور ولوحات بالضاحية يرددها لي وللحضور شعر جازم انني اودعكم فسامحوني عن كل تقصير بدر مني لكم، وأوصيكم امكم الكويت خيرا للاخلاص والوفاء لها «ترى ما تلقون مثلها بالدنيا»!!
وشد على يدي - رحمه الله - اكثر من مرة احرصوا على دعمكم بعضكم بساحة التعليم الراقي والتربية الصحيحة لأجيال الحاضر بكل ما تملكون من وسائل للاعلام والتعلم الجاد والنصح الصادق لما يدور بينكم لرعاية الكويت وأهلها، ترى اهل الديرة كلهم يستاهلون الخير، تقبَّلك ربك مع الصالحين بجنة النعيم والصبر لأهلك اجمعين.
محمد عبدالحميد الجاسم الصقر
جريدة الوطن
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net
|