أم الثلاث أسوار
مقالي ردا على من زور التاريخ والحقائق وخالف المنطق ، وعنوانه "أم الثلاث أسوار"
الكويت كانت مستقلة منذ نشأتها ولم تكن تتبع الدولة العثمانية ولم يعين عليها والي عثماني كما هو الحال في البصرة وبغداد والإحساء فمنذ تولي صباح الأول مقاليد الحكم عام 1756م استمر الحكم في هذه الأسرة الكريمة وتعاقب على حكمها 15 حاكم، وكان أهل الكويت دائما يساندونهم ويدعمونهم على مر التاريخ، ولو كانت الكويت تابعة للدولة العثمانية أو غيرها، لما استقر الحكم في أسرة واحدة ولمدة 258 سنة. وعندما تولى الشيخ مبارك الصباح رحمه الله الحكم عام 1896م أصبحت شهرة الكويت مثل البصرة وربما أشهر منها وكان الشيخ مبارك خصم عنيد لكل من يتعدى على الكويت . وتشهد الخرائط الهولندية والبرتغالية والفرنسية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ظهور وبروز اسم القرين عليها كمركز رئيسي للتجارة مع الهند وبريطانيا، وقد زار الكويت الكثير من الرحالة الأجانب وشهدوا باستقلاليتها وأهميتها كمركز تجاري عالمي بالمنطقة ومدحوا حكامها وشعبها وعمرانها منذ 250سنة ومن هؤلاء الرحالة الذين ذكروا الكويت ابتداءا من عام 1758 الدكتور إدوارد آيڤز ممثل شركة الهند الشرقية وذكر في كتابه والذي طبع عام 1773م أنه قابل في تلك السنة أي عام 1758م شيخ القرين، وكذلك الرحالة الألماني كريستين نيبور والذي زار البلاد العربية عام 1761م وذكر بأن الشيخ "عبدالله الأول" ثاني حكام الكويت كان يلقب بحرار الدين، وكذلك جون بيكنجهام الذي زار الكويت عام 1816م ودون معلومات جميلة عنها وستوكلر الذي زار الكويت بعد الطاعون عام 1831م وقدر تعدادهم ب 4000 نسمة والرحالة الأمريكي لوشر الذي زار الكويت عام 1868م وأسهب في كتابه مع "النجمة والهلال" بحسن صفات أهل الكويت وطيبتهم وكرمهم وكذلك كرم وتواضع حاكمهم الشيخ "عبدالله الثاني" خامس حكام الكويت، وغيرهم الكثير وكتب هؤلاء الكثير من المعلومات والتفاصيل عن الكويت وتناولوا جوانب كثيرة منها الجانب السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولم يذكر أو يشير اي من هؤلاء الرحالة الأجانب والمستشرقين عن تبعية الكويت لاي دولة. وأول من كتب تقرير دقيق عن الكويت كان البارون كنبهاوزن ممثل شركة الهند الشرقية الهولندية والذي كتب اول تقرير عن الكويت قبل أكثر من 260 سنة وذكر به معلومات عن العتوب. وتؤكد الخرائط الهولندية والفرنسية والبرتغالية القديمة استقلالية الكويت وعدم ضمها ضمن اي إقليم او دولة بل كانت مستقلة وللأمانة كانت متصدرة الخرائط القديمة ولم تذكر دول كثيرة في هذه الخرائط وذلك لأهمية الكويت وعلاقتها التجارية القديمة مع الهند خصوصا بعد محاصرة الفرس للبصرة وانتقال الوكالة الى الكويت عام 1775م . ومن خلال الخرائط القديمة لم يتم ضم الكويت ضمن اي إقليم او دولة بل كانت مستقلة وكانت نقطة بارزة ومركز تجاري رئيسي في المنطقة من خلال هذه الخرائط وخير دليل على ذلك كتاب الهند وعلاقتها التجارية مع الدول الأخرى والمطبوع عام 1791م ، حيث برزت كل من الكويت والبصرة فقط في هذه الخريطة كمراكز تجارية مهمة في المنطقة بالنسبة للهند في نهاية القرن الثامن عشر . وكل هذه الأدلة تؤكد استقلالية الكويت منذ نشأتها وعراقتهاالاقتصادية كمركز عالمي ربط بين موانئ المنطقة والموانئ في السواحل الهندية والافريقية.
حفظ الله الكويت واميرها وشعبها من كل مكروه وهذه الأدلة للتاريخ وللوطن لان هناك من يزور الحقائق ولكن التاريخ موثق في جميع المصادر والمراجع العربية والأجنبية
كتبها الفقير لله
فهد غازي فهد أحمد العبدالجليل
|