اذا دلق اسهيل لا تأمن السيل. لم تأت هذه المقولة من فراغ ولم يقلها الاولون اعتباطا بل جاءت من خبرة وتجربة يتبعها سكان الجزيرة العربية حواضرها وبواديها لما لذلك من اهمية في حياتهم فان اعتمادهم على المرعى وما تنبته الارض من كلأ ترعاه انعامهم وهذا ما دفعهم لمعرفة المواسم وتتبع هبوب الرياح، فالرياح الشمالية المتربه صيفا تعني الاسراع في دفع الغيوم الى المنطقة اذا هي استقرت وهدأت آخر الصيف وتحولت الى جنوبية شرقية رطبة، فيعني ذلك لهم ان المنطقة موعودة بموسم امطار جيدة وقرب اعتدال الجو، وان كان عكس ذلك فان فرصة الامطار ستكون اقل والله اعلم، ويطلق على الامطار التي تسبق امطار الموسم بانها امطار الصفري اي من بعد دلوق اسهيل في 24 اغسطس وحتى 15 اكتوبر.
قال تعالى: قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله الا قليلا مما تأكلون ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن الا قليلا مما تحصنون ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون». «سورة يوسف»
وتدل هذه الايات على ان السنوات ليست كلها امطار وفيها زروع وحصاد، فقد ينقطع المطر وتموت الارض وتجف الزروع ثم يغاث الناس بعد الجفاف والغوث هو المطر والرحمة فيحصدون ويعصرون الثمار.
وهذا ما اردت بيانه وتوضيحه حتى لا يستغرب بعض الناس كما هو متسغرب من الكثير من الناس في هذا الزمان مما تمر به المنطقة من تغيرات مناخية يظن البعض انه لم يسبق لها مثيل وألتمس العذر لأبناء هذا الجيل الذين لم يسبق لهم مشاهدة مثل هذه الظواهر من قبل ثلاثين سنة او اكثر اما نحن المخضرمين فلا نستغرب ذلك مما شاهدناه في الخمسينات وما بعدها بسنوات قلائل وما روي لنا من اسلافنا من قبل ذلك بسنين عن ظواهر نجم سهيل وأثره على تغيرات الطقس، وان ظهور هذا النجم مقياس ودليل على معرفة ما سيكون بعده فهو بداية حساب المواسم ومن خلاله وقبل ظهوره بأيام يتلمسون الأحوال الجوية المقبلة بحسب خبرتهم وتجربتهم فإن سبقت ظهور نجم سهيل رياح شمالية ثم هدأت وتحولت الى شرقية رطبة، وظهر ذلك النجم بتلك الأجواء الرطبة ثم اعقب ظهوره بأيام رياح شمالية توقعوا وتفاءلوا خيرا بقرب المطر وتحسن الطقس وبرودة الجو، فإن عادت الأجواء الرطبة وستمر الى موعد الموسم وهو منتصف اكتوبر كان ذلك خيرا وبركة مما يبعث على التفاؤل بموسم أمطار بإذن الله.
ولا ضير من رياح شمالية مغبرة صيفا اذا اعقبها سكون في الجو ورياح جنوبية شرقية رطبة، وأول الغيث قطرة وهذا ما نما الى مسامعنا بأن أمطار في بعض مناطق الصحراء في الكويت تبشر بعودة سنوات الخير ان شاء الله، وقد سبق ان كتب مقالٌ في صفحة البحر والصيد الأربعاء 4 ربيع الأول 1429 الموافق 12 مارس 2008 جريدة القبس العدد 12493 السنة 37 ص50،
ان العرب يتشاءمون من الرياح الشامية ويتفاءلون بالرياح اليمانية التي تهب من الجنوب. وها نحن اليوم تحت تأثير الرياح الجنوبية وقد وردتنا اخبار تباشير المطر نسأل الله ان تكون سقيا خير علينا وعلى ديار المسلمين والعالم أجمع.
آمين.
قبل عشر ايام هطلت امطار على غرب القصيم في الفواره مشت فيها بعض الشغايا واهل المنطقه ماكانو متعودين على نزول المطر في هذا الوقت وهذا ياكد على مقولة اذا طلع سهيل لاتامن السيل