دخل مجال التأليف بعد ان تخطى مرحلة الهواية وجمع التراث، وهذا في حد ذاته قيمة لها معنى في اطار ما يوثق ويكتب عن تاريخ الكويت، وعلي غلوم رئيس امضى نحو ثلاث سنوات في سبيل تحقيق اول كتاب له عن البطاقات البريدية الذي يحوي سبعة فصول و34 موضوعا، وهو عمل لم يسبقه اليه احد من قبل لا في الكويت ولا في الخليج العربي، وربما اوسع من ذلك بحسب تأكيداته.
أهمية العمل التوثيقي انها فكرة جديدة تماما من حيث مضمونها وندرتها، فقد دشن نموذجا جديدا لكتابة التاريخ من باب التوثيق بالصورة البريدية، وهو ما ستقوم به مكتبة الاسكندرية بجمع كل ما يتعلق بتاريخ مصر عن طريق البطاقات، وسيتبعها بكتاب يتضمن وثائق خاصة بشخصيات كويتية مجهولة مع صور نادرة لهم ستنشر للمرة الاولى.
عام 2006 ولدت الفكرة، وعام 2007 تبلورت وترجمت الى مشروع كتاب، وكان عدد البطاقات نحو 150بطاقة، ومنها ينشر للمرة الاولى، استطاع جمع 250 بطاقة اخرى ليصل الاجمالي الى 400 بطاقة تظهر في صورة كتاب يروي تاريخ الكويت من خلال البطاقات البريدية.
400 بطاقة بريدية مما يعني 400 صورة قام بجمعها وشرائها من مختلف انحاء العالم، تم اعدادها وتصنيفها في سبعة فصول مع شرح لكل صورة والحرص، كما يقول د. عبدالله يوسف الغنيم رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية، علىان تكون باللغات العربية والانكليزية والفرنسية حتى يتاح لغير الناطقين بالعربية الاستفادة منها.
عاشق للتراث الكويتي وكل ما يتصل به، بدأ كهواية ووصل الى مرحلة الاحتراف، خاصة فيما يتعلق منها بالبريد، وعلى وجه الخصوص البطاقات البريدية التي تحمل صورا للكويت القديمة والتي رأى فيها اضافة في مجال توثيق التراث، والبطاقات البريدية نوع من الوثائق البريدية التي تضم الرسائل والمغلفات والطوابع، وهي تقدم صورا مختلفة عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية.
اجتهد في تقديم الكتاب بصورة تجعله اقرب الى المؤرخ منه الى الراوي، ونظر الى الكويت من خلال التزاوج بين البر والبحر وصلة النسب بين الثوب (البيت الذي تسكنه) والمسكن (الوطن)، الى ان عثر على كنز وصفه بالثري لشدة تواضعه واصالته وفي صورة مطبوعات بريدية بسيطة.
منذ السبعينات، وعلي غلوم رئيس يجمع ويبحث عن الوثائق، شارك في المزادات والمعارض داخل الكويت وخارجها، واقتنى البوست كارد من المصادر الموثوقة، ومن خلال الهواة والتجار، سواء كانت بالأبيض والأسود أو بالألوان، وكان يحرص على تدوين البيانات ومعرفة المحتويات من خلال المصور والموضوع.
صار مرجعا لجامعي البطاقات البريدية والوثائق الخاصة بالكويت، يسألونه عن مدى صحة البطاقة وما اذا كانت مستعملة او جديدة، وهل هي من الندرة والجودة ام متاحة عند الجميع.. وفي النهاية تبقى الصورة تتكلم عن نفسها، فقد بات احد المساهمين بتدوين تاريخ الكويت بجمعه للطوابع ومعرفته بالأصول.
لديه متعة حقيقية عندما يعثر على وثيقة نادرة او بطاقة بريدية جديدة، والاستمتاع هنا عائد الى حب المعرفة والاستطلاع، مارس اكبر قدر من الجدية بكتابة المعلومات والبحث عنها مع فريق عمل متخصص، خاصة ان المعلومات كتبت بثلاث لغات (عربي - فرنسي - انكليزي).
صار جزءا من دائرة تهتم بشكل فعلي بتراث الكويت، واصحاب الخبرة والمراكز البحثية ومؤلفو الكتب يطلبون مساهماته او الاستعانة بما يملك من وثائق تخدم مشاريعهم، وفي النشرة التي يصدرها مركز البحوث والدراسات الكويتية تحت عنوان «رسالة الكويت» في يوليو 2009، كانت له وثيقة يعود تاريخها الى عام 1870 موجهة من راشد الدخيل الى عبدالعزيز الماضي عن اساليب التعامل في مهنة التجارة وطبيعة المواد التجارية المتداولة ومصادرها واهمية تجارة الخيل والقهوة ومدى اهتمام تجار الكويت بهما.
يتابع ويرصد المعارض والمؤتمرات التي تعقد بالخارج، ويبدي اهتماما متواصلا بالمشاركات وبالحضور، خصوصا المعارض الخاصة بالبريد في الصين وآسيا وغيرهما من الدول، وأصبح مع زميله خالد عبدالمغني من الذين يحملون ويمثلون اسم الكويت في تلك المحافل.
35 سنة عمر التجربة التي بدأها علي غلوم رئيس منذ السبعينات أثمرت عن عطاء وحب لخدمة التراث بالكويت، وهو مكسب شخصي يفاخر به، ربَّت عنده نزعة الاحترام لتراث الكويت، يعمل على توفير وثائق لمواضيع غير مكتملة، وهذا ما حصل مرة معه في علاقته مع د. عبدالله الغنيم عندما احضر له «وثيقة كويتية» تخص جورجي الفرنساوي الذي كان يقيم في سلطنة عمان وكتب عنه من خلال الوثائق الفرنسية، وهو بالمناسبة تاجر سلاح ويتكلم العربية.
يملك «كنزا» من الوثائق وهوة تعبير لايرغب أحد باستخدامه التي قرر ان يصدر عنها كتابا بحسب موضوعات محدودة تباعا وعلى مراحل، بعدما وصل الى قناعة بان الفائدة تعم الجميع، وبان الكويت تستاهل التضحية، وان التراث مسألة في غاية الاهمية، لاسيما اذا كانت الوثائق حائزة على «الشرعية التاريخية» بعد ان كثر عدد المزورين والمتاجرين بها، وهو ما ساهم في اكتشاف البعض منهم.
تتوزع اهتماماته الوثائقية، فهناك مجموعة كتب نادرة، وكذلك مجلات ومجموعة تحكي تاريخ البريد من 1878 الى 1965ومقتنيات وصور خاصة ومنها على سبيل المثال، الطبعة الأصلية والأولى لديوان الأخرس المطبوع سنة 1884في استانبول وفيه قصيدة خاصة عن الكويت، وكذلك مجموعة دفاتر لتجار اللؤلؤ منهم جاسم الإبراهيم وعبدالعزيز الإبراهيم وعيسى القطامي.
يخاف من الحسد واصحاب السوابق ان هو افصح عما لديه، وان كان بين الحين الآخر ينزلق لسانه ويعترف بأنه يملك كتبا قيمة مثل «تاريخ العرب» لجرجي زيدان، وكتاب عن البصرة عمره 100 سنة مؤلفه وزير ايراني في عهد اسرة قاجار، وصورة بالطباعة الحجرية عليها سفينة للشاي، ومرفأ لفيلاديلفيا تعود الى ديسمبر عام 1773.
السيرة الذاتية
علي غلوم رئيس
• متزوج ولديه خمسة أولاد.
• حصل على دبلوم كلية الشرطة في دولة الكويت عام 1981، ثم على ليسانس كلية الحقوق من جامعة الكويت عام 1988.
عمل ضابطا في وزارة الداخلية وتقلد عدة مناصب في الادارة العامة للتحقيقات وتقاعد برتبة عميد عام 2009.
اهتم منذ فترة مبكرة من حياته بجمع كل ما يتصل بتراث دولة الكويت، وبخاصة الكتب والوثائق والصور والطوابع والبطاقات البريدية، حيث اصبح لديه مجموعة مميزة في المجالات المذكورة.
ساهم في تأسيس جمعية هواة الطوابع والعملات الكويتية، وهو الآن عضو في مجلس الإدارة وأمين صندوق الجمعية.
عضو في جمعية هواة الطوابع في دولة قطر.
شارك في عدة معارض للطوابع والوثائق المتعلقة بها داخل دولة الكويت.
شارك في عدد من المعارض خليجيا وعربيا ودوليا، ونال درجات متقدمة في العروض التي قدمها، بالاضافة الى الشهادات التقديرية والدروع.