ولد جاسم حمد عبدالله الصقر عام 1918 وتلقى تعليمه في مدرسة محمد صالح العجيري، حيث تعلم فيها القرآن الكريم ومبادئ الكتابة والقراءة، ثم انتقل إلى مدرسة هاشم الحنيان عام 1927، وبعدها في عام 1929 التحق بالمدرسة الأحمدية، وعندما توفي والده في عام 1930 اقترح عليه أخوه الاكبرعبدالله أن يكمل دراسته في الخارج، فالتحق في مدرسة ابتدائية في البصرة، حيث كانت العراق مقصدا لكل شاب طموح في نيل العلم والمعرفة.
فالتحق بالصف الثالث الابتدائي بعد ان عادلوا ما درسه بالكويت ونال الشهادة الابتدائية عام 1933 ثم الشهادة المتوسطة، ودخل ثانوية البصرة ملتحقا بقسمها الادبي، واجتاز اختبار الثانوية العامة في يونيو 1939، ونوى منذ ذلك الوقت دراسة الحقوق، وقد وجد ان اللغة الفرنسية مطلوبة بصورة اساسية لذلك، فتوجه الى لبنان لكي يتقوى في دراسة الفرنسية في معهد خاص في منتجع «برمانا» الجميل خلال صيف 1939 وبعد انتهاء الدورة في شهر اكتوبر وجد الوقت قد حان للالتحاق بكلية الحقوق، فأخذ سيارة عن طريق دمشق الى بغداد، وقدم طلبه الى كلية الحقوق العراقية، وتم قبوله فيها، ومكث في بغداد حتى حصل على شهادة الحقوق في يونيو عام 1943 ليصبح أول شاب كويتي يحصل على الاجازة الجامعية، فلم يسبق في ذلك الوقت ان حصل اي من ابناء الكويت على هذا المستوى من الدراسة الاكاديمية... لكنه لم يزاول مهنة المحاماة ولا دقيقة واحدة في حياته... وهذا يرجع في المقام الاول لظروف عائلة الصقر الثرية، حيث كانت لأسرته اعمال تجارية واسعة في الكويت والخليج والبصرة، فقد كان لديهم مكتب في البصرة لتصدير التمور ويكاد يكون اعرق مكتب كويتي هناك، ويرجع الى العهد العثماني، ولكن دراسته القانونية بقيت زاد عقله وثقافته طيلة سنوات حياته، وكانت خير عون له في السنوات التي قضاها عضوا في مجلس الأمة لدوراته البرلمانية في أعوام 1975، 1981 و1992.
تميز عمله البرلماني بهدوء طرحه وصلابة موقفه الوطني والقومي فقد عرف بانتمائه العروبي منذ ان كان بالبصرة طالبا يدرس , حيث كان بيت عائلته في البصرة مجمعا للمثقفين والمتنورين في هذه المدينة العربية العريقة، وانه كان يتردد على جمعية الشبان المسلمين التي انارت له المعرفة والقراءة، كما انه ساهم من خلال البرلمان ان يكون له دور في عدد من القوانين والاقتراحات ذات الشأن الوطني من اهمها، قانون التأمينات الاجتماعية وصندوق احتياطي الاجيال القادمة فاصبح عمله واسلوبه نموذجاً يحتذى، فاختير عام 1994 من ضمن «شخصيات الديرة البرلمانية» المميزة التي افردت له الصحافة والاعلام مساحات واسعة للحديث عن تاريخه النيابي الذي ورثه بالسليقة من عائلة الصقر، فابوه حمد عبدالله الصقر كان رئيسا لاول مجلس شورى عرفته الكويت عام 1921 وشقيقه عبدالله حمد الصقر كان عضوا فعالا في المجلس التشريعي الاول عام 1938 وصاحب السجل الوطني البارز في تاريخ الكويت السياسي، وشقيقه عبدالعزيز حمد الصقر رئيس اول مجلس أمة عرفته الكويت عام 1963.
احترمه الجميع وقدروا عطاءه حتى سماه المغفور له جابر الأحمد الصباح «مواطن الكويت الأول»، وذلك لاسهاماته الكبيرة في مؤتمر جدة الشعبي الذي انعقد ابان الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت، رحم الله السيد جاسم الصقر واسكنه فسيح جناته فقد توفي عام 2006 عن عمر ناهز 88 عاماً.